Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 93, Ayat: 11-11)

Tafsir: Tafsīr Bayān as-saʿāda fī maqāmāt al-ʿibāda

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ } النّعمة كما مرّ مراراً ليست الاّ الولاية ، او ما كان لاهل الولاية من حيث انّهم اهل الولاية سواء كان من لوازم الحياة الدّنيا وطواريها ، او من لوازم الحياة الآخرة وغاياتها ، وسواء كان بصورة النّعمة او بصورة البلاء ، والتّحديث اعمّ من ان يكون بالفعل او بالقول او بالكتابة او بالاشارة بل التّحديث بالفعال احبّ الى الله من التّحديث بالمقال ، فاذا انعم الله على عبد بنعمة من النّعم الصّوريّة الدّنيويّة او الاخرويّة المعنويّة احبّ ان يرى من المنعم عليه ان يظهرها بلسانه او بفعاله ، فلو كتمها من غير مرجّحٍ الهىٍّ كان كافراً لانعم الله ، ولمّا كان الخطاب يعمّ الرّسول ( ص ) واتباعه كان الامر بالتّحديث مختلفاً بحسب اختلاف الاشخاص والاحوال ، فانّه اذا كان الخطاب لمحمّدٍ ( ص ) كان الامر بتحديث الولاية والنّبوّة والرّسالة والقرآن واحكام الولاية والنّبوّة والرّسالة ونزول الوحى والملك عليه والنّعم الصّوريّة جميعاً ، وان كان الخطاب لخلفائه كان الامر بتحديث جميع ذلك لكن فى النّبوّة والرّسالة القرآن بنحو الخلافة لا الاصالة ، وان كان الخطاب للمؤمنين كان الامر بتحديث الولاية الّتى قبلوها بالبيعة الخاصّة والرّسالة الّتى قبلوها بالبيعة العامّة وبتحديث احكامهما وبتحديث النّعم الصّوريّة ، وان كان الخطاب للمسلمين كان الامر بتحديث الرّسالة الّتى قبلوها بالبيعة العامّة وبتحديث احكامها وبتحديث سائر النّعم ، وعن الصّادق ( ع ) انّه قال : اذا انعم الله على عبده بنعمةٍ فظهرت عليه سُمّى حبيب الله محدّثاً بنعمة الله ، واذا انعم الله على عبده بنعمةٍ فلم تظهر عليه سُمّى بغيض الله مكذّباً بنعمة الله ، وعن امير المؤمنين ( ع ) فى حديث منعه لعاصم بن زيادٍ عن لبس العباء وترك الملأ : لابتذال نعم الله بالفعال احبّ اليه من ابتذاله لها بالمقال وقد قال الله تعالى : وامّا بنعمة ربّك فحدّث والاخبار فى اظهار العلم والدّين وسائر النّعم اذا لم يكن مانعٌ من ذلك كثيرة .