Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 94, Ayat: 7-8)

Tafsir: Tafsīr Bayān as-saʿāda fī maqāmāt al-ʿibāda

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ فَإِذَا فَرَغْتَ فَٱنصَبْ وَإِلَىٰ رَبِّكَ فَٱرْغَبْ } نصب من باب علم بمعنى اعيى واتعب ، وعيش ناصبٌ ذو كدّ وجهد ، ونصب من باب ضرب بمعنى رفع ووضع من الاضداد ، ونصب له من باب ضرب بمعنى عاداه ، والنّاصبىّ من كان معادياً لعلىٍّ ( ع ) مبالغةٌ فى النّاصب ، او منسوب الى من ابدع المعاداة له ( ص ) اوّلاً ، والمعنى كلّما فرغت ممّا عليك من مرمّة معاشك ومن دعوة الخلق وجهادهم وممّا افترض الله عليك من امور دينك فاجهد واتعب فى ابتغاء وجه الله ومرضاته ، وقيل : اذا فرغت من عبادة فعقّبها باخرى ولا تخلّ وقتاً من اوقاتك فارغاً لم تشغله بعبادة ، وعن الصّادقين ( ع ) : فاذا فرغت من الصّلاة المكتوبة فانصب الى ربّك فى الدّعاء وارغب اليه فى المسئلة يعطك ، وعن الصّادق ( ع ) : هو دعاء فى دَبْر الصّلاة وانت جالس ، وقيل : اذا فرغت من الفرائض فانصب فى قيام اللّيل ، وقيل : اذا فرغت من دنياك فانصب فى عبادة ربّك ، وقيل : اذا فرغت من الجهاد فانصب فى العبادة ، او فانصب فى جهاد نفسك ، وقيل : اذا فرغت من العبادة فانصب لطلب الشّفاعة ، وقيل : اذا صححت وفرغت من المرض فانصب فى العبادة ، وقيل : اذا فرغت ممّا يهمّك فانصب فى الفرار من النّار ، وعن الصّادق ( ع ) : اذا فرغت من نبوّتك فانصب عليّاً ( ع ) ، { وَإِلَىٰ رَبِّكَ فَٱرْغَبْ } ، وعنه انّه قال : يقول : فاذا فرغت فانصب علمك واعلن وصيّك فأعلمهم فضله علانيةً فقال : من كنت مولاه فعلىٌّ مولاه ، الحديث ، قال : وذلك حين أُعلم بموته ونُعِيَت اليه نفسه ، وظاهر هذين الخبرين انّه ( ع ) قرئ : انصب بكسر الصّاد ، ويمكن استفادة هذا المعنى من القراءة المشهورة لجواز ان يكون المعنى اذا فرغت من تبليغ الرّسالة وتبليغ جميع الاحكام ، او من حجّة الوداع فجدّ واتعب فى خلافة علىٍّ ( ع ) فيكون بمعنى اعى ، او بمعنى ارفع خليفتك واعلنه ، او بمعنى ارفع خليفتك عليهم ، قال الزّمخشرىّ : ومن البدع ما روى عن بعض الرّافضة انّه قرئ فانصب بكسر الصّاد اى فانصب عليّاً ( ع ) للامامة ، ولو صحّ هذا للرّافضىّ لصحّ للنّاصبىّ ان يقرأه هكذا ويجعله آمراً بالنّصب الّذى هو بغض علىٍّ ( ع ) اقول : ليس فى القراءات المشهورة ولا فى الشّاذّة قراءة انصب بكسر الصّاد ، ولا دلالة فيما ذكرناه من الرّوايتين على القراءة المذكورة ، وقوله تعالى بعد ذلك : { وَإِلَىٰ رَبِّكَ فَٱرْغَبْ } ، يدلّ على انّه امر بنصب الخليفة فانّ ظاهره يدلّ على نعى نفسه ( ص ) ، والمناسب لنعى نفسه تعيين الوصىّ لنفسه ونصب خليفةٍ للنّاس لئلاّ ينفصم نظامهم .