Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 96, Ayat: 1-1)
Tafsir: Tafsīr Bayān as-saʿāda fī maqāmāt al-ʿibāda
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ ٱقْرَأْ بِٱسْمِ رَبِّكَ } فى اكثر الاخبار من طرق العامّة والخاصّة انّ هذه السّورة اوّل سورةٍ نزلت عليه ( ص ) وكانت هذه السّورة فى اوّل يومٍ نزل جبرئيل على رسول الله ( ص ) واوّل ما نزل كان خمس آياتٍ من اوّلها ، وقيل : اوّل ما نزل سورة المدّثّر ، وقيل : فاتحة الكتاب ، ولفظة الباء فى باسم ربّك للسّببيّة او للاستعانة ، والمعنى انّك كنت قبل ذلك تقرأ بنفسك ، وبعد ما فنيت من نفسك وابقيت بعد الفناء وارجعت الى الخلق صرت مشاهداً للحقّ فى الخلق وفاعلاً وقائلاً وقارياً بالحقّ لا بنفسك ، فاقرء مكتوبات الله فى الواح الطّبائع والمثال ومقروّات ملائكته عليك ومسموعاتك من وسائط الحقّ تعالى بعد ما رجعت الى الخلق باسم ربّك لا بنفسك ، وقيل : لفظة الباء زائدة ، والمعنى اقرء اسم ربّك والمعنى انّك كنت تقرأ قبل الفناء اسماء الاشياء ، وبعد البقاء ينبغى ان تقرأ اسم ربّك لانّك لا ترى بعد ذلك الاّ اسماء الله لا اسماء الاشياء { ٱلَّذِي خَلَقَ } يعنى بعد الرّجوع لا ترى الاشياء الاّ مخلوقين من حيث انّهم مخلوقون ، ولمّا كان قوام المخلوق من حيث انّه مخلوق بالخالق بل ليس للمخلوق من تلك الحيثيّة شيئيّة وانانيّة الاّ شيئيّة الخالق وانانيّته فلم يكن فى نظرك الاّ اسم الله الخالق ، ولمّا كان ظهور خالقيّته واتقان صنعه ودقائق حكمته وحسن صانعيّته بخلق الانسان والسّير من مقام كماله فى خلقه او فى امره وخلقه الى اخسّ موادّه بطريق السّير المعكوس قال تعالى { خَلَقَ ٱلإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ } .