Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 97, Ayat: 1-1)

Tafsir: Tafsīr Bayān as-saʿāda fī maqāmāt al-ʿibāda

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ إِنَّا أَنزَلْنَاهُ } اى القرآن ، ابهمه من دون ذكرٍ له تفخيماً له بادّعاء انّه معيّن من غير تعيينٍ كما انّ نسبة الانزال الى ضمير المتكلّم وتعيين الظّرف تفخيم له وقد انزل القرآن بصورته { فِي لَيْلَةِ ٱلْقَدْرِ } الّتى هى صدر محمّدٍ ( ص ) ، وفى ليلة القدر الّتى هى النّقوش المداديّة والالفاظ الّذى يختفى المعانى تحتها . اعلم ، انّه يعبّر عن مراتب العالم باعتبار امد بقائها ، وعن مراتب الانسان باعتبار النّزول باللّيالى وباعتبار الصّعود بالايّام لانّ الصّاعد يخرج من ظلمات المراتب الدّانية الى انوار المراتب العالية ، والنّازل يدخل من انوار المراتب العالية فى ظلمات المراتب النّازلة كما انّه يعبّر عنها باعتبار سرعة مرور الواصلين اليها وبطوء مرورهم بالسّاعات والايّام والشّهور والاعوام ، وايضاً يعبّر عنها باعتبار الاجمال فيها بالسّاعات والايّام وباعتبار التّفصيل بالشّهور والاعوام ، وانّ المراتب العالية كلّها ليالٍ ذوو الاقدار وانّ عالم المثال يقدّر قدر الاشياء تماماً فيه ويقدّر ارزاقها وآجالها وما لها وما عليها فيه ، وهو ذو قدرٍ وخطر ، وهكذا الانسان الصّغير وليالى عالم الطّبع كلّها مظاهر لتلك اللّيالى العالية ، فانّها بمنزلة الارواح لليالى عالم الطّبع وبها تحصّلها وبقاؤها لكن لبعض منها خصوصيّة ، بتلك الخصوصيّة تكون تلك اللّيالى العالية اشدّ ظهوراً فى ذلك البعض ولذلك ورد بالاختلاف وبطريق الابهام والشّكّ : انّ ليلة القدر ليلة النّصف من شعبان ، او التّاسع عشر او الحادى والعشرون ، او الثّالث والعشرون ، او السّابع والعشرون ، او اللّيلة الاخيرة من شهر رمضان وغير ذلك من اللّيالى ، وعالم الطّبع وكذلك عالم الشّياطين والجنّ بمراتبها ليس بليلة القدر ، وهذان العالمان عالما بنى اميّة وليس فيهما ليلة القدر ، والاشهر المنسوبة الى بنى اميّة الّتى ليس فيها ليلة القدر كناية عن مراتب ذينك العالمين .