Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 10, Ayat: 19-23)

Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وما كان الناس إلاَّ أمة واحدة } حنفاء متفقين على ملَّة واحدة من غير أن يختلفوا بينهم وذلك على هدم آدم إلى أن قتل قابيل هابيل ، وقيل : بعد الطوفان حين لم يذر الله من الكافرين دياراً { ولولا كلمة سبقت من ربك } وهو تأخير الحكم بينهم إلى يوم القيامة { لقضي بينهم } عاجلاً فيما اختلفوا فيه ويميز المحق من المبطل { ويقولون لولا أنزل عليه آية من ربه } الآية نزلت في أهل مكة أرادوا به من الآيات التي كانوا يقترحون وكانوا لا يقتدون بما أنزل الله من الآيات العظام المتكاثرة التي لم ينزل على أحد من الأنبياء مثلها ، وكفى بالقرآن وحده آية باقية على وجه الدهر ، { فقل إنما الغيب لله } أي هو المختص بعلم الغيب المستأثر به لا علم لي ولا لأحد معه { فانتظروا } نزول ما اقترحتموه إني منتظر لما ينزل الله بكم لعنادكم وجحودكم الآيات فسلط الله القحط على أهل مكة سبع سنين حتى كادوا يهلكون { وإذا أذقنا الناس } منا { رحمة من بعد ضراء } أي رحمة ورخاء ، من بعد شدة وبلاء ، وقيل : أراد السعة بعد القحط { إذا لهم مكر في آياتنا } أي جعلوا مكان الشكر في ظل نعمه كفراً ، وقيل : مكروا بالدين وأهله ودبروا في إبطال الآيات ، وقيل : احتالوا في أمر النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) { ان رسلنا يكتبون ما تمكرون } يعني الملائكة يكتبون أعمالهم ليجازيهم بها يوم القيامة { هو الذي يسيركم في البر } على الظهور { و } في { البحر } على السفن ، ومتى قيل : لم أضاف السير إليه ؟ قلنا : لأنه بأمره ومعونته ، وقيل : تسخيره الأنعام في البر والسفن في البحر { وجرين بهم } يعني جرت السفن بالناس كما ركبوها { بريح طيبة } لينة { وفرحوا بها } أي سروا بتلك الريح { جاءتها ريح عاصف } أي ريح شديدة الهبوب { وجاءهم الموج } اضطراب البحر { من كل مكان وظنوا أنهم أحيط بهم } يعني أيقنوا أن الهلاك أحاط بهم { دعوا الله مخلصين له الدين } أي أخلصوا الاعتقاد { لئن أنجيتنا من هذه } يعني ويقولون لئن خلصتنا من هذه الريح العاصف أو من شدائد { لنكونن من الشاكرين } { فلما أنجاهم } أي خلصهم { إذا هم يبغون في الأرض بغير الحق } ، قيل : يظلم بعضهم بعضاً ، وقيل : يبغون على أولياء الله تعالى ، وقيل : البغي سفك الدماء المحرم وغصب الأموال وانتهاك المحرمات { يأيها الناس إنما بغيكم على أنفسكم } يعني عاقبة ظلمكم وبغيكم يعود عليكم فيعاقبكم عليه يوم القيامة وهو وعيد وزجر ، قوله تعالى : { متاع الحياة الدنيا } تنتفعون بها مدة حياتكم { ثم إلينا مرجعكم } مصيركم { فننبئكم بما كنتم تعملون } وعنه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " أسرع الخير ثواباً صلة الرحم واعجل الشر عقاباً البغي واليمين الفاجرة " ، وعنه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " اثنتان يعجلهما الله في الدنيا البغي وعقوق الوالدين " وعن ابن عباس : لو بغى جبل على جبل لاندَّكَّ منه عاليه وأسفله ، قال الشاعر :