Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 108, Ayat: 1-3)

Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ إنا أعطيناك الكوثر } نزلت السورة في العاص ، وروي أن رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) خرج من المسجد وهو يريد يدخله فتحدثا فسأله ناس من قريش : من الذي كنت تحدث ؟ قال : ذلك الأبتر ، يعني النبي ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) فنزلت السورة ، وقيل : نزلت في عقبة بن أبي معيَط قال للنبي ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) الأبتر ، وقيل : نزلت في كعب بن الأشرف وجماعة من قريش ، وقيل : توفي لرسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) ولد يسمّى عبد الله فسمته قريش أبتر ، وقيل : نزل قوله : { فصل لربك وانحر } يوم الحديبيَّة حين أحصر النبي ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) وصدوه عن البيت ، وقيل : غير ذلك لأن السورة مكية ، الكوثر هو في الجنة ، وعن النبي ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) أنه قرأها حين أنزلت فقال : " أتدرون ما الكوثر ؟ انه نهر في الجنة وعدنيه ربي " وروي في صفته : " أحلى من العسل ، وأشد بياضاً من اللبن ، حافتاه الزبرجد ، وآنيتَه من فضة ، أكوابه عدد نجوم السَّماء " وروي : " لا يظمأ من شرب منه أبداً أول وارديه فقراء المهاجرين " ، وقيل : هو حوض النبي ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) ، وقيل : هو الخير الكثير ، وقيل : هو القرآن العظيم ، وقيل : النبوة ، وقيل : كثرة الأشياع والأصحاب ، وقيل : الشفاعة ، وقيل : المعجزات ، وقيل : النسل الكثير كما ظهر في ذريته { فصل لربك وانحر } نحر البدن ، وعن عطاء : صلاة الفجر بجمع والنحر بمنى ، وقيل : هي صلاة العيد والتضحية ، وقيل : جنس صلاة النحر وضع اليمين على الشمال ، وقيل : انحر ارفع يدك الى نحرك عند افتتاح الصلاة ، وقيل : استقبال القبلة بنحرك ، وقيل : ارفع يدك الى نحرك { إن شانئك } أي عدوك { هو الأبتر } أي منقطع عن كل خير ، وقيل : الذي لا عقبَ له ، وقيل : الأذل الاقل لانقطاعه عن الخير ، وانما الابتر هو شانئك المشنئ في الدنيا والآخرة ، وكانوا يقولون ان محمداً إذا مات مات ذكره ، والشانئ البغيض ، الأبتر المقطوع عن الخير وأصل البتر : القطع ، وبترت الشيء : قطعته ، وسيف باتر : قاطع ، ورجل أبتر : لا عقبَ له كأنه قطع نسله ، والأبتر من الدواب مقطوع الذنب .