Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 109, Ayat: 1-6)

Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ قل يأيها الكافرون } { لا أعبد ما تعبدون } السورة نزلت في رهط من قريش الوليد بن المغيرة ، والعاص بن وائل ، والأسود بن المطلب ، وأميَّة بن خلف ، والحارث بن قيس ، والأسود بن عبد يغوث ، دعوا النبي ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) الى أن يعبد آلهتهم سنة ويعبدوا إلهه سنَة فقال ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) : " معاذ الله أن أشرك بالله شيئاً " وفيهم نزل قوله : { أفغير الله تأمروني أعبد أيها الجاهلون } [ الزمر : 64 ] وقد أكثر المفسرون في تكرير هذه الآيات فقيل : التكرير تأكيداً لحسم أطماعهم من عبادة الهتهم ، وقيل : القرآن نزل بلغة العرب وهم قد يكررون للتأكيد والافهام وذلك مذهب لهم معلوم ، وقيل : لأن القوم كرروا فيه مقالتهم كرة بعد كرة ، وقيل : الأول للحال والثاني للاستقبال ، وتدل السورة على معجزة لنبينا ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) إذا خبر عن حالهم وكان كما أخبره ، وقول من يقول هو تأكيد احتج بقول الشاعر : @ كم نعمة كانت لكم كم كم وكم @@ وقد قيل : ان قريشاً سألوا أن يعبد آلهتهم سنة وان يعبدوا إلهه سنة فأمره أن يجيب بقوله : { لا أعبد ما تعبدون } { ولا أنتم عابدون ما أعبد } ثم سألوه ذلك مرة اخرى بأن يستلم بعض الهتهم ليسلموا فأمره بأن يجيب { لا أعبد } فإنما كرر لاختلاف الوقتين والقرآن نزل شيئاً بعد شيء ، ومتى قيل : الخطاب لجميع الكفار ، قلنا : لا بل لقوم خاص علم انهم لا يؤمنون { لكم دينكم ولي دين } لكم شرككم ولي توحيدي ، والمعنى اني نبي مبعوث اليكم لأدعوكم الحق والنجاة فإذا لم تقبلوا مني ولم تتبعوني فدعوني كفافاً ولا تدعونني الى الشرك ، وقيل : لكم جزاء أعمالكم ولي جزاء عملي ، وهذا لا نسخ فيه ، وقيل : ان السورة لا تكون منسوخة ، كما روي عن بعض المفسرين انها منسوخة ، ومنهم من لا يجوز نسخها لأنها خبر ، والنسخ يدل على الأمر والنهي ، وذهب جماعة الى انها منسوخة بآية السيف والله أعلم .