Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 110, Ayat: 1-3)

Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ والفتح } قال جار الله : المعنى نصر رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) على العرب أو على قريش وكان فتح مكة لعشر مضين من رمضان سنة ثمان ، ومعه عشرة آلاف من المهاجرين والأنصار وطوائف العرب ، وأقام بها خمسة عشر ليلة ثم خرج الى هوازن وغطفان ، روي ذلك في الكشاف ، وقال الحاكم : السبب في فتح مكة لما صالح رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) قريشاً بالحديبيَّة وكان رئيس القوم أبو سفيان بن حرب وسهيل بن عمرو ، ودخلت خزاعة في حلف رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) ودخلت بنو بكر في حلف قريش ، وكان بينهما شرّ في الجاهلية حجر عنه الاسلام ، ثم وقعت بين بني بكر وخزاعة فقال : فأعان قريش بنو بكر سراً وأصابوا منهم ، ونقضوا عهد رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) ، فخرج عمرو بن سالم الى المدينة ودخل على رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) وهو في المسجد فأخبره بخبرهم وأنشد الأبيات التي منها : @ لا هُمُ اني ناشدٌ محمدا حلف أبينا وأبيه الأتلدا ان قريشاً اخلفوك الموعدا ونقضوا ميثاقك المؤكدا وفيها وقتلونا ركعاً وسّجداً @@ وخرج بديل بن وَرقاء فأخبر رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) بما أصيب منهم ، فوعده رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) النصر ، وعلمت قريش بالنقض وندموا وبعثوا أبا سفيان الى المدينة ليؤكدوا العهد ، فدخل على رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) والتمس منه ذلك فلم يجبه ، فجاء الى أبي بكر وعمر ليسألان رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) فلم يجيباه وأتى علياً وسأله أن يكلم رسول الله فأبى ، فقال : يا ابا الحسن فأشر علي فقال : ما أعلم شيئاً ولكنك سيّد بني كنانة فقم فأخبر بين الناس أن العهد ثابت ، ففعل ورجع الى مكة فأخبرهم بالقصة ، فقالوا له لعب بك علي ابن أبي طالب ، وأمر رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) بالجهاد لحرب مكة وجهز الناس ودعا الله تعالى فعميت عليهم الأنباء وكتب حاطب ابن ابي بلتعة اليهم بالانذار وجاء الوحي الى رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) فبعث علياً والزبير وردّوا الكتاب ، وخرج في شهر رمضان قاصداً مكة في سنة ثمان في عشرة آلاف ، وخرج في تلك الليلة أبو سفيان وبديل ابن ورقاء والحكم بن حزام يتجسسون الأخبار ، وخرج العباس على بغلة رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) فلقيهم بالادراك فجاء بأبي سفيان في قصة طويلة ، وأسلم بعد ما خوّف بالقتل ، ودخل رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) مكة وكان الفتح وأجمع أهل البيت والفقهاء أنّ مكة فتحت عنوة إلاّ الشافعي فانه قال فتحت صلحاً ، ففي فتح مكة نزل { إذا جاء نصر الله والفتح } ولما ظفر رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) بهم قالت العرب : اذا ظفر محمد بأهل الحرم وقد كان الله أجارهم من أصحاب الفيل فليست لكم منه يدٌ فكانوا يدخلون في دين الله أفواجاً ، " وحين دخلها وقف على باب الكعبة وقال : " لا إله إلا الله وحده لا شريك له صدق وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده " ثم قال : يا أهل مكة ما ترون اني فاعل بكم ؟ " قالوا : خيراً أخ كريم وابن أخ كريم ، قال : " فاذهبوا فأنتم الطلقاء " فأعتقهم رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) وقد كان الله أمكنه من رقابهم عنوة فيئاً ، فلذلك سمي أهل مكة الطلقاء ، ثم بايعوه على الاسلام { في دين الله } في ملة الإسلام { أفواجاً } جماعات { فسبح بحمد ربك } فكبر سبحان الله حامداً ، وروي أنه كان يكبر قبل موته : " سبحانك اللهم وبحمدك استغفرك وأتوب اليك " { واستغفره } الأمر بالاستغفار تبع التسبيح ، قال في الحاكم : استغفر من صغائر ذنوبك وقل : استغفره على جهة التسبيح وان لم يكن ثم ذنب قال الحاكم هذا الوجه { انه كان تواباً } أي كان في الأزمنة الماضية مثل خلق المكلفين تواباً عليهم إذا استغفروه ، فعلى كل مستغفر أن يتوقع مثل ذلك .