Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 112, Ayat: 1-4)
Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
السبب في نزول السورة قيل : ان المشركين قالوا لرسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) : أنسب لنا ربك فنزلت هذه السورة ، وعن سعيد بن جبير ان رهطاً من اليهود قالوا : يا محمد هذا الله خلق المخلوقين فمن خلقه ؟ فغضب رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) حتى تغير خلقه فجاءه جبريل فسكته وجاءه بالجواب : قل هو الله أحد ، وذكر القاضي : " روي أن عبد الله بن سلام انطلق الى رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) وهو بمكة فقال له النبي ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) : " ما تجدني في التوراة رسول الله ؟ فقال انعت لنا ربك ، فجاءه جبريل بهذه السورة فقرأها عليه فكان سبب اسلامه لكنه كتمه فلما هاجر رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) أظهر اسلامه " . يعني { قل } يا محمد { هو الله احد } قيل : واحد في الالهيَّة والقدم ، وقيل : واحد لا نظير له ، وقيل : واحد في صفاته ، قديم ، باقي ، قادر ، عالم ، حي ، لم يزل ، ولا يزول ، وقيل : واحد في استحقاق العبادة لا تحق لأحد سواه { الله الصمد } السيد المعظم قال الأكثر : الباقي ، وقال أسد بن عمرو وابن مسعود بالسيد الصمد وأصله المقصود صمدت اليه أصمد أي قصدت ، وقيل : الذي يقصد اليه في الحوائج والمستغاث به عند المصائب ، وقيل : الذي لا ينام ، وقيل : الذي لا يكافيه أحد من خلقه ، وقيل : الذي لا يوصف بصفته أحد ، وقيل : المستغني عن كل أحد والمحتاج اليه كل أحد ، وقيل : الغالب الذي لا يغلب ، وقيل : الذي لا تدركه الأبصار ، وقيل : الذي يقضي الحوائج سئِل أم لم يُسأل { لم يلد ولم يولد } أي ليس بصفة الجسميَّة حتى يلد ويولد ردٌ على النصارى واليهود وغيرهم ، قيل : لم يلد فيكون بصفة الوالدات ولم يولد فيكون بصفة الأولاد { ولم يكن له كفواً أحد } أي لا مثل له ، وقيل : لا صاحبة له ، ويدل قوله : { لم يلد ولم يولد } أي ليس بجسم ولا يشبه الأجسام ، ويدل قوله : { لم يكن له كفواً أحد } أنه ليس بجسم ولا جوهر ولا عرض وانه ليس بمتحيز ولا في مكان ولا في جهة .