Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 114, Ayat: 1-6)

Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ قل } يا محمد امتنع واعتصم { برب الناس } خالقهم ومدبرهم { ملك الناس اله الناس } ، قيل : الذي تحق له العبادة ، وقيل المدبر للخلق على وجه الحكمة { من شر الوسواس } وهو الشيطان كما جاء في الخبر أنه يوسوس فإذا ذكر العبد ربه خنس ، وقيل : الوسواس بكثرة الوسوسة عن أبي علي وهو من الجنة ، والناس الذي يوسوس فاذا ذكر الله خنس أي هرب واختفى ، وقيل : الشيطان صياد حاذق والدنيا له والمكلف صيد عاقل ، فمن اجتهد نجا من الهلكة والاسقام والا وقع في الشبكة فهذا وصفه بالخناس مبالغة في الزجر والتحذير ، وقوله : { الذي يوسوس في صدور الناس } أي يدعوهم الى المعاصي { من الجنّة والناس } يعني الوسواس يكون من الجنة والناس قال جار الله : في قوله تعالى : { من الجنة والناس } بيان الذي يوسوس على أن الشيطان ضربان جني وانسي كما قال تعالى : { الانس والجن يوحي بعضهم الى بعض زخرف القول غرورا } [ الأنعام : 112 ] وتدل الآية على ان التحذير من شياطين الجن والانس واجب لكن من الجن يجب أن يكون أشد لأنه لا يرى ، وكذلك اليهود في أمر الدين والدنيا ، ومن الفريقين الجن والانس ، قيل : حد فيه رؤساء الضلال وعلماء السوء وأهل البدع إذ لا ضرر أعظم من ضررهم ، ومتى قيل : كيف يوسوس الجن في الصدر ؟ قلنا : يكلمه بكلام خفي حتى يصل الى قلبه ، وقيل : له إلَهٌ وطريق الى توصل الكلام الى قلبه ، فأما من يقول يدخل القلب إذ له خرطوم فبعيد ، وروي من قال حين يصبح ثلاث مرات أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، وقرأ ثلاث آيات من سورة الحشر وكّل الله به سبعون ألف ملك يصلّون عليه حتى يمسي ، فإن مات في ذلك اليوم مات شهيداً ، ومن قالها حين يمسي فذلك ، وفيه من نزل منزلاً فقال : أعوذ بكلمات الله التامات من شرّ ما خلق ، لم يضرّه شيء حتى يرتحل منه .