Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 12, Ayat: 101-111)
Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { وعلمتني من تأويل الأحاديث } ، قيل : هو تأويل الرؤيا ، وقيل : علم الدين { فاطر السماوات والأرض } أي خالقهما { أنت وليِّي في الدنيا والآخرة توفني مسلماً وألحقني بالصالحين } قيل : توفي بمصر ودفن في النيل في صندوق ، وذهب جماعة إلى أنه تمنى الموت ، وقيل : معناه توفني حين وفاتي فأعاد تعالى الكلام بعد تمام القصة إلى خطاب النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فقال : { ذلك من أنباء الغيب نوحيه اليك وما كنت لديهم } يعني ما كنت عندهم يا محمد { إذ أجمعوا أمرهم وهم يمكرون } بيوسف حين ألقوه في غيابات الجب ، قوله تعالى : { وما تسألهم عليه من أجر } يعني على تبليغ الرسالة وبيان الشريعة جزاء { إن هو إلاَّ ذكر للعالمين } { وكأيّن من آية في السماوات والأرض يمرون عليها } ، قيل : أراد الشمس والقمر والنجوم والسحاب والمطر وما في الأرض من أنواع النبات والأشجار والفواكه ، وقيل : آثار المتقدمين وأحوال الناس يمرون عليها { وهم عنها معرضون } يعني لا يتفكرون { وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون } نزلت في المشركين والمراد أنهم يؤمنون بالله ويصدقون به وهم مشركون الأوثان بالعبادة { أفأمنوا أن تأتيهم غاشية من عذاب الله } ، قيل : عذاب يغشاهم وهو عذاب الاستئصال ، وقيل : أراد القيامة ، وقيل : الصواعق والقوارع { أو تأتيهم الساعة } يعني القيامة { بغتة } فجأة قبل أن يعلموا ويتوبوا { وهم لا يشعرون } لا يعلمون قيامها { قل هذه سبيلي } هذه السبيل التي هي الدعوة إلى الايمان والتوحيد { أدعو إلى الله على بصيرة } أدعو إلى دينه مع حجة واضحة غير عمياء ، وتقديره قل يا محمد هذه طريقي ، وقيل : سنّتي ، أدعو إلى الله إلى توحيده وعدله ودينه ، على بصيرة أي يقين ومعرفة { أنا ومن اتبعني } أي من آمن بي وصدقني ، وقيل : معناه أنا ومن اتبعني على بصيرة { وما أرسلنا من قبلك إلاَّ رجالاً نوحي إليهم } لأنهم كانوا يقولون لو شاء ربنا لأنزل ملائكة وقوله : { من أهل القرى } لأنهم أعلم وأعمل وأهل البوادي يا محمد فيهم الجهل والجفاء والقسوة ، روي أنه ما بعث الله نبيّاً من بادية ولا من النساء ولا من الجن { أفلم يسيروا في الأرض } هؤلاء المتكبرون المكذّبون بنبوتك { فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم } من الأمم المكذِّبين لرسلهم كيف أهلكناهم كذلك نهلك هؤلاء { ولدار الآخرة خير للذين اتقوا أفلا تعقلون } يعني الجنة وما فيها { حتى إذا استيأس الرسل } ، قيل : أيسوا من إيمان قومهم ، وقيل : أيسوا من تعجيل العذاب وطول الامهال { وظنّوا أنهم قد كذبوا } من قرأ بالتشديد فمعناه أيقنوا أن القوم قد كذبوهم ، ومن قرأ بالتخفيف فله وجهان أحدهما أن الضمير يعود إلى المرسل اليهم أي وظن القوم أن الرسل قد كذبوهم ، والثاني يعود الضمير إلى الرسل أي وظن الرسل أن قومهم كذبوهم فيما وعدوهم من الإِجابة إلى الإِيمان ، وقيل : ظن القوم أن الرسل قد كذبوا أي أخلفوا ما وعَدوا به من النصر { جاءهم } يعني الرسل { نصرنا فنجِّيَ من نشاء ولا يرد بأسنا } أي عذابنا { عن القوم المجرمين } المشركين { لقد كان في قصصهم } قيل : الأنبياء والأمم { عبرة } لما جرى من نصرهم وإهلاك عدوهم ، وقيل : في قصة يوسف وأخوته عبرة أي موعظة ، وقرئ في قِصصهم بكسر القاف { لأولي الألباب } أي لذوي العقول { ما كان حديثاً يفترى } يعني القرآن حديثاً يختلق كذباً { ولكن تصديق الذي بين يديه } من الكتب كالتوراة والانجيل { وتفصيل كل شيء } يحتاج إليه في الدين من الحلال والحرام والمواعظ والأمثال والحكم ، وعمّ كل شيء للمبالغة .