Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 12, Ayat: 6-14)

Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وكذلك يجتبيك ربك } أي يختارك للنبوة { ويعلمك من تأويل الأحاديث } ، قيل : تعبير الرؤيا أنه كان أعبر الناس ، وقيل : تأويل الأحاديث في كتب الله تعالى ودلائله على توحيده { ويتم نعمته عليك وعلى آل يعقوب كما أتمها على أبويك } من قبل { إبراهيم وإسحاق } ومعنى اتمام النعمة أنه وصل لهم نعمة الدنيا بنعمة الآخرة بأن جعلهم أنبياء في الدنيا وملوكاً ونقلهم عنها إلى الدرجات العلا في الجنة ، وقيل : إتمامها على إبراهيم بالخلة والانجاء من النار ومن ذبح الولد ، وعلى إسحاق بإنجائه من الذبح وفدائه من الذبح بذبح عظيم ، وبإخراج يعقوب والأسباط من صلبه { لقد كان في يوسف وإخوته } أي في قصصهم وأحاديثهم { آيات } علامات ودلائل على قدرة الله تعالى وحكمته في كل شيء { للسائلين } لمن سأل عن قصة يوسف وعرفها ، وقيل : آيات على نبوة محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) للذين سألوه من اليهود عنها فأخبرهم بالصحة من غير سماع من أحد ولا قراءة كتاب { إذ قالوا ليوسف وأخوه } هو بنيامين وإنما قالوا أخوه وهم أخوة جميعاً لأن أمهما كانت واحدة { ونحن عصبة } أي جماعة وكانوا عشرة { إن أبانا لفي ضلال مبين } أي في ذهاب عن طريق الصواب { وتكونوا من بعده قوماً صالحين } يعني تائبين يعني نتوب بعد قتله ونعود إلى الصلاح { قال قائل منهم } على وجه المشورة قيل : هو روبيل { لا تقتلوا يوسف } ، قيل : الآمِر بالقتل شمعون والباقون كانوا راضين ، وقوله : { يخلُ لكم وجه أبيكم } أي يقبل عليكم إقبالة واحدة لا يلتفت عنكم إلى غيركم ، والمراد سلامة محبته لهم ممن يشاركهم فيها ، واختلفوا كيف جاز هذا عليهم وهم أنبياء ، قيل : كانوا مراهقين ولم يكونوا بالغين ، عن أبي علي يدل عليه قوله تعالى : { يرتع ويلعب } ، وقيل : كانوا بالغين وكان ذلك منهم صغيرة عن الحسن ، وقيل : كان الذي قال : لا تقتلوا يوسف يهوذا وكان أحسنهم فيه رأياً وهو الذي قال : { لن أبرح الأرض حتى يأذن لي أبي أو يحكم الله لي } [ يوسف : 80 ] الآية قال لهم : القتل عظيم { وألقوه في غيابَت الجب } ، قيل : في قعر الجب بحيث يغيب ، والجب قيل : هو بئر بيت المقدس ، وقيل : أرض الأردن ، وقيل : هو بئر بين مصر ومدين على ثلاثة فراسخ من منزل يعقوب { يلتقطه بعض السيَّارة } مارة الطريق والمسافرين { إن كنتم فاعلين } شيئاً مما قلتم في يوسف فليكن هذا ، ثم بيَّن تعالى أنَّهم بعد اتفاق رأيهم فيما تآمروا فيه من أمر يوسف كيف سألوا أباهم فقال سبحانه : { قالوا يا أبانا مالك لا تأمنا على يوسف وإنَّا له لناصحون أرسله معنا غداً يرتع ويلعب } قرئ بالنون إضافة إليهم وبالياء أي يوسف ( عليه السلام ) ، قيل : ننبسط ونتسع فيما نريد ، وقيل : نرعى مواشينا ونلعب ، وقيل : نشبع من أكل الفواكه وغيرها ، وأصل الرتعة الخصب والسعة { وإنا له } يعني ليوسف { لحافظون } ، قال : يعني يعقوب { إني ليحزنني أن تذهبوا به } يعني أخاف عليه شغلكم بالمرعى وانفرادي عنكم لأنه كان لا يصبر عنه ساعة واحدة { وأخاف أن يأكله الذئب } روي أنه رأى في النوم أن الذئب قد سد على يوسف فكان يحذره فمن ثم قال لهم ذلك فلقنهم العلة ، وفي أمثالهم البلاء موكل بالمنطق ، وقيل : عليه إذا ذهبوا عنه { انا إذا لخاسرون } ، قيل : كالذي ذهب رأس ماله .