Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 13, Ayat: 36-43)

Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ والذين آتيناهم الكتاب } يعني القرآن ، قيل : أصحاب النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) والمؤمنون أعطوا القرآن وآمنوا وفرحوا به ، قيل : هم الذين آمنوا من أهل الكتاب فرحوا بالقرآن لأنهم آمنوا وصدقوا ومن الأحزاب بقية أهل الكتاب وسائر المشركين ، وقيل : الآية نزلت في كعب بن الأشرف وأصحابه والسيّد والعاقب ، وقيل : هم الذين تحزبوا على رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) كانوا ينكرون ما هو نعت الإسلام ونعت الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وغير ذلك مما يعرفون ، وينكرون القصص وبعض الأحكام والمعاني اليه { أدعوا } أي إلى توحيده وعبادته { وإليه مآب } مصيري ومرجعي عند البعث ، ثم ذكر تعالى صفة القرآن المنزل فقال تعالى : { وكذلك أنزلناه } يعني القرآن { حكماً عربياً } لما فيه من الأحكام وبيان الحلال والحرام { ولئن اتبعت أهواءهم } يعني أهواء هؤلاء المشركين { ما لك من الله من ولي } يدفع عنك ما تستحقه { ولا واق } يقيك العذاب { ولقد أرسلنا رسلاً من قبلك وجعلنا لهم أزواجاً وذرية } ، قيل : أن اليهود ، عَيّروا النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بكثرة النساء وقالوا : لو كان نبياً لشغلته النبوة عن النساء فنزلت الآية مبيّنة إنا { أرسلنا رسلاً } لهم أزواج أكثر من أزواجك كما كان لسليمان ( عليه السلام ) ثلاثمائة ممهورة وسبعمائة سريَّة ، ولداوود ( عليه السلام ) مائة امرأة عن ابن عباس { وما كان لرسول أن يأتي بآية } معجزة { إلاَّ بإذن الله } بأمره وإلطافه { لكل أجل كتاب } أي لكل وقت قدرة الله تعالى كتاب أثبت فيه وهو اللوح المحفوظ ، وقيل : لكل أمر قضاه الله كتاب ينزل من السماء أجل ينزل فيه ، وقيل : لكل أجل من آجال الخلق كتاب عند الله ، وقيل : عند الملائكة والحفظة { يمحو الله ما يشاء } ، قيل : يمحو من كتاب الحفظة المباحات { ويثبت } ما فيه الجزاء كالطاعات والمعاصي ، وقيل : يمحو الآجال ، وقيل : يمحو الله ما يشاء هو ما جاء أجله ويدع ما لم يجئْ أجله ويثبته ، وقيل : " يمحو الله ما يشاء من القرون بالاهلاك ويثبت ما يشاء بالإِمهال " عن علي ( عليه السلام ) ، وقيل : يمحو الله الطاعة بالمعصية والمعصية بالطاعة ، وقيل : يزيد في الأجل ما يشاء وينقص ما يشاء ، وقيل : يمحو كفر الناس ومعاصيهم بالتوبة ويثبت إيمانهم وطاعتهم { وعنده أم الكتاب } أصل الكتاب وهو اللوح المحفوظ لأن كل شيء كائن مكتوب { وإن ما نرينك بعض الذي نعدهم } ، قيل : العذاب ، وقيل : الظفر بهم وإبطال دينهم وإظهار دين الإِسلام { فإنما عليك البلاغ } أي ليس عليك إلا إبلاغ الرسالة { وعلينا الحساب } أي وعلينا الجزاء والحساب { أولم يروا أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها } ، قيل : بالفتوح على المؤمنين من أرض المشركين بأن يفتح أرضاً بعد أرض فتبطل فيها أحكام الشرك وتظهر أحكام الإِسلام ، وقيل : بذهاب علمائها ، وعن ابن مسعود : " موت العالم ثلمة في الاسلام لا يسدها شيء " وقيل : خرابها بعد العمارة ، وقيل : نقصان ثمرها { والله يحكم لا معقب لحكمه } أي لا راد لحكمه والمعقب الذي يكره على الشيء فيبطله { وهو سريع الحساب } أي الجزاء على ما يعمله العبد من الخير والشر { وقد مكر الذين من قبلهم } أي من قبل قريش { فللّه المكر جميعاً } يعني ما يفعله الله تعالى بهم من الهلاك { ويقول الذين كفروا لست مرسلاً قل } لهم يا محمد { كفى بالله شهيداً بيني وبينكم } أي حسبي الله شاهداً بيني وبينكم ، والباء زائدة والله سبحانه فاعل وشهيد تمييز { ومن عنده علم الكتاب } قيل : هو الله تعالى ، والكتاب اللوح المحفوظ ، وقيل : أهل الكتاب الذين آمنوا من اليهود والنصارى ، وقيل : هو علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) رواه في الحاكم ، وقرئ بكسر الميم من عنده شاذا ، وقرئ في الشواذ أيضاً { ومن عنده علم الكتاب } .