Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 14, Ayat: 5-9)
Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ ولقد أرسلنا موسى بآياتنا } ، قيل : بالمعجزات والدلائل ، وقيل : بالآيات التسع { ان أخرج قومك } أي وقلنا له : أخرج قومك ، يعني بني إسرائيل ومن بعث اليهم { من الظلمات إلى النور } من الكفر إلى الإِيمان { وذكرهم بأيام الله } قيل : بنعمه في الأيام دنيا وديناً ، وقيل : بوقائع الله تعالى وعذابه في الأمم السالفة كعاد وثمود وغيرهم { وإذ قال موسى لقومه اذكروا نعمة الله عليكم إذ أنجاكم } خلصكم { من آل فرعون } يعني قومه واتباعه ومن كان على دينه { يسومونكم } قيل : يعذبونكم ، وقيل : يذيقونكم { سوء العذاب } أي أشده { ويذبحون أبناءكم ويستحيون نساءكم } أي يستبقون النساء للخدمة أحياء { وفي ذلكم } أي ما تقدم ذكره { بلاء من ربكم عظيم } ، قيل : نعمة عظيمة منّ الله بها عليكم ، وقيل : بلاء وشدة ومحنة ، وقيل : امتحان بالتخلية والترك قال : أنجاكم والأول أقرب وهو لن المراد به النعمة وهو الذي يوافق صدر الآية وهو قوله : { واذكروا نعمة الله عليكم } { وإذ تأذن ربكم } ، قيل : معناه أعلم وتأذن وأذن كمتوعد وأوعد ، وقيل : بمعنى أخبر { لئن شكرتم لأزيدنكم } من النعم { فإن الله لغني } عنكم ولا يرضى لعباده الكفر { حميد } مستحق للحمد ، وقيل : يجازي على القليل كثيراً { ألم يأتكم نبأ الذين من قبلكم } يعني خبر ما فعل بهم خطاب للكفار ، وقوله : { وثمود } وهم قوم صالح { والذين من بعدهم } من الأمم { لا يعلمهم إلا الله } يعني أنهم في الكثرة بحيث لا يعلم عددهم إلا الله تعالى ، وروي عن ابن مسعود أنه قرأ هذه الآية فقال : كذب النسابون ، يعني الذين يدعون علم الأنساب ، وقد نفى الله تعالى علمها عن العباد { جاءتهم رسلهم بالبينات } يعني بالأدلة والحجج والأحكام والأمر والنهي { فردوا أيديهم في أفواههم } أي قطعوها غيظاً وضجراً مما جاءت به الرسل كقوله : { عضوا عليكم الأنامل من الغيظ } ، وقيل : ضحكاً واستهزاء كمن غلبه الضحك فوضع يده على فيه ، واشاروا بأيديهم إلى ألسنتهم وما نطقت به من قولهم { انا كفرنا بما أرسلتم به } أي هذا جوابنا لكم ليس عندنا غيره ، وقيل : في أيديهم يرجع إلى الكفار وأفواههم يرجع إلى الرسل فكأنهم لما سمعوا وعظهم وكلامهم أشاروا بأيديهم إلى أفواه الرسل تكذيباً لهم ورداً عليهم وتسكيتاً لهم { وانا لفي شك } في ريب { مما تدعوننا اليه } من الدين أحق هو أم باطل .