Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 18, Ayat: 45-51)
Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ واضرب لهم } أي لهؤلاء المتكبرين آثروا ما يفنى على ما يبقى ، قيل : لقومك ، وقيل : لمن يزعم أنه { مثل الحياة الدنيا } يعني سنة الحياة الدنيا ونعيمها { كماء أنزلناه من السماء } وهو المطر { فاختلط به نبات الأرض } ، قيل : اختلط الماء بالنبات { فأصبح هشيماً تذروه الرياح وكان الله على كل شيء مقتدراً } ، قوله تعالى : { المال والبنون زينة الحياة الدنيا } أي يتزينون بها ويتفاخرون بها { والباقيات الصالحات } يعني أن البقاء الثواب ، العمل الصالح ، وقيل : الطاعات ، وقيل : لا إله إلا الله والصيام والحج والجهاد ، وقيل : سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، وقيل : الصلوات الخمس { وخير أملاً } أي خير شيء تأمله المرء { ويوم نسيّر الجبال } يعني يوم القيامة أي نزيلها عن أمكنتها { وترى الأرض } أيها الإِنسان { بارزة } ليس عليها ما يسترها مما كان عليها ، فلا شيء يسترها عن أعين الناظرين من بناء من جبل وشجر والبروز أصله الظهور ، قيل : يحشر الناس في صعيد واحد يرى بعضهم ، وقد يرى ما كان في بطنها فصار على ظهرها { وحشرناهم } وجمعناهم إلى الموقف { فلم نغادر منهم أحداً } أي لم نترك أحداً إلا وقد جمعناه ، وقيل : يحشرون حفاة عراةً عزلاً { وعرضوا } يعني عرضوا للمحاسبة { على ربك صفاً } كصفوف الصلاة يعرضون قياماً { كما خلقناكم أول مرة } أحياءً حفاة عراةً عزلاً ، وقيل : لا أموال ولا أولاد { بل زعمتم ألن نجعل } لكم موعداً يعني الجزاء والحساب يوم القيامة { ووضع الكتاب } يعني صحائف الأعمال { فترى المجرمين مشفقين } خائفين { مما فيه } من الأعمال السيئة { ويقولون } إذا قرأوها { يا ويلتنا } يدعون بالويل والثبور ، والويل : الهلاك { ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها } أي لا شيئاً من الذنوب إلا أحصاها ، قيل : الصغيرة التبسم والكبيرة القهقهة ، وقيل : الكبيرة الزنا ، وقيل : المراد به يجري بما جل ودق لأن الصغيرة ما نقص عقابه عن طاعته والكبيرة ما زاد عقابه على ثواب طاعته ، ومتى قيل : أليس معفواً عنها ؟ قيل : لا صغيرة للكفار وإنما يقع الصغائر من المؤمن { ووجدوا ما عملوا حاضراً } في الصحف عتيداً { ولا يظلم ربك أحداً } فيكتب عليه ما لم يعمل أو يزيد في عقابه ، ثم بيّن تعالى ما جرى من ابليس تحذيراً من مثل حاله فقال سبحانه : { وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم } وقد بيّنا أنه سجود تحيّة لا سجود عبادة ، وقيل : إنه قبله للسجود { فسجدوا } يعني الملائكة { إلا ابليس } فأمر معهم بالسجود وإن لم يكن منهم { كان من الجن } ، قيل : إنه كان أبو الجن كما أن آدم أبو الإِنس روي ذلك في الحاكم ، وقيل : كان من الجن الذين طردتهم الملائكة فأسره بعض الملائكة فذهب به إلى السماء ، وقيل : كان من قبيل من الملائكة يقال لهم الجن كانوا خزان الجنان وسموا الجن لاستتارهم من العيون { ففسق عن أمر ربه } أي خرج عن طاعة ربه { أفتتخذونه وذريته } خطاب لبني آدم { وذريته أولياء من دوني وهم لكم عدوّ } قد ظهرت عداوتهم وهذا استفهام والمراد به الإِنكار ، أي لا تتخذونهم أولياء ، والذرية النسل ، قال الحسن : الإِنس عن آخرهم ذرية آدم والجن عن آخرهم ذرية ابليس { بئس للظالمين بدلاً } البدل ابليس وذريته من الله { ما أشهدتهم خلق السماوات والأرض } يعني الكفار ، وقيل : آدم وذريته لم يحضروا ذلك ، وقيل : الملائكة يعني إذا لم يشهدوا خلق هذه الأشياء فلم زعموا أن الملائكة بنات الله ؟ وقيل : { ما أشهدتهم } ما خلقت مستعيناً بهم في الخلق والتدبير ، وقيل : أراد أنهم مخلوقون لم يكونوا كما خلق السماوات والأرض وكلهم مخلوقون .