Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 124-132)
Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وإذا ابتلى إبراهيم ربه بكلمات } قيل : خمسٌ في الرأس وخمسٌ في الجسد ، فالتي في الرأس قص الشارب والمضمضة والاستنشاق والسواك وفرق الرأس ، والتي في الجسد تقليم الأظفار ونتف الابطين وحلق العانة والختان والاستنجاء ، وقيل : عشر في براءة { التائبون العابدون } [ التوبة : 112 ] الى آخر الآية ، وعشر في { قد أفلح المؤمنون } [ المؤمنون : 1 ] من أول السورة ، وعشر في الأحزاب { إن المسلمين والمسلمات } [ الأحزاب : 35 ] الآية ، وقيل : ابتلاه الله بذبح ابنه فصبر على ذلك وابتلاه في ماله بان يجعله للضيفان ، وقيل : مناسك الحج ، وقيل : هي سبعة أشياء ابتلاه بالكوكب والقمر والشمس فأحسن في ذلك وعلم ان ربه دائم لا يزول وابتلاه بالنار فصبر على ذلك ، وابتلاه بالهجرة فصبر ، وفي ذبح ابنه فصبر على ذلك ، وبالختان فصبر على ذلك . { فأتمهن } اي عمل بهن ، وقيل : قام بهن ، قال : { إني جاعلك للناس إماماً قال ومن ذريتي } عطف على الكاف كأنه قال : وجاء على بعض ذريتي . { قال لا ينال عهدي الظالمين } وقرئ الظالمون أي من كان ظالماً من ذريتك لا يناله استخلاف عهدي اليه بالإمامة ، وكيف يصلح لها من لا يجوز حكمه ولا شهادته ولا يجب طاعته ولا يقبل خبره ولا يقدم للصلاة فلا يكون الظالم اماماً قط ؟ ! وكيف يجوز نصبَه للإمامَة والإمام انما هو لكف المظالم . { جعلنا البيت مثابةً } يثوبون اليه أي يأتونه . { وأمناً } موضع أمان لقوله حرماً امناً { واتخذوا } قرئ واتخذوا بكسر الخاء مقام ابراهيم الحجر الذي فيه اثر قدمه وعن عطاء مقام ابراهيم عرفة والمزدلفة والجمار لانه قام في هذه المواضع ودعا فيها ، وقيل : الحرم كله مقام ابراهيم . { وعهدنا } أي امرناهما والزمناهما ان { طهرا بيتي } قيل : من الاصنام ، وقيل : من الأنجاس ، وقيل : من الفرث والدم ، وعن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " أوحى الله الي يا اخا المرسَلين ، يا اخا المنذِرين ، أنذر قومك الا يدخلوا بيتاً من بيوتي ولأحدٍ عليهم مظلمة فان اللعنة لا تزال عليهم حتى ترد تلك المظلمة " روى هذا الخبر في الثعلبي . { للطائفين } هم اليراع اليه من آفاق الارض { والعاكفين } هم المقيمون { والركع السجود } هم المصلون . { وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت } القواعد جمع قاعدة وهي الاساس ومعنى رفع القواعد هو رفعها بالبناء فبنَى { وإسمعيل } يناوله . وروي انه كان مؤسَّساً قبل إبراهيم فبنى على البناء ، وروي ان الله تعالى انزل البيت ياقوتة من يواقيت الجنة له بابان من زمرد شرقي وغربي ، وقال : يا آدم اهبَطت لك ما يطاف به كلما يطاف حول عرشي ، فتوجه آدم من أرض الهند ماشياً وتلقته الملائكة ، فقالوا : برّ حجك يا آدم وحج اربعين سنة من أرض الهند الى مكة على رجليه وكان ذلك الى ان رفعه الله أيام الطوفان الى السماء الرابعة وهو البيت المعمور ، ثم ان الله تعالى أمر ابراهيم ببنائه وعرفه جبريل مكانه . { وأرنا مناسكنا } أي وبصَّرنا متعبداتنا في الحج ، وقيل : الذبائح . { ربنا وابعث فيهم } في الأمّة المسلمة . { رسولاً } الآية ، روي انه قيل له : قد استجيب لك وهو نبي في آخر الزمان فبعث الله فيهم محمداً ( صلى الله عليه وآله وسلم ) . وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " انا دعوة ابي ابراهيم وبشرى عيسى ابن مريم " { يتلو عليهم آياتك } يقرأ عليهم ويبلغهم ما يوحى اليه { ويعلمهم الكتاب } القرآن { والحكمة } الشريعة { ويزكيهم } يطهرهم من الشرك وسائر الارجاس . { ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه } قيل : ان عبد الله بن سلام دعا ابني اخيه سلمة ومهاجر الى الإسلام وقال : لقد علمتم ان صفَته في التوراة فأسلم سلمة وأبى مهاجر فنزلت الآية { ولقد اصطفيناه في الدنيا } اي اخترناه . { وإنه في الآخرة لمن الصالحين } الفائزين ، وقيل : الانبياء . { وأوصى بها إبراهيم بنيه } قيل : بالملة ، وقيل : بالإسلام . { ويعقوب } معطوف : على ابراهيم . { يا بني إن الله اصطفى لكم الدين } اعطاكم الدين الذي هو صفوة الأديان ، وهو دين الإسلام { فلا تموتن } يعني فلا يكون موتكم الا على كونكم ثابتين على الإسلام .