Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 21, Ayat: 108-112)

Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ قل } يا محمد { إنما يوحى إليَّ أنَّما إلهكم إله واحد } يعني من تحق له العبادة { فهل أنتم مسلمون } ومنقادون بذلك بأن تتركوا عبادة غيره ، وقيل : هل أنتم داخلون في الإِسلام ؟ { فإن تولَّوا } أعرضوا { فقل } يا محمد لهم { آذنتكم } أعلمتكم { على سواء } في الانذار لم أظهر شيئاً لبعض وأكتمه عن بعض ، وقيل : على سواء في الإِنذار والدعاء ، وقيل : أعلمتكم ما أعد الله لكم على كفركم من العذاب { وإن أدري } لا أعلم { أقريب أم بعيد ما توعدون } يعني القيامة فإن الله تعالى هو العالم بوقتها ، وقيل : المراد العذاب الموعود لهم ما يوعدون به من غلبة المسلمين عليكم لا محالة ولا بدّ ، وإن كنت لا أدري متى يكون ذلك لأن الله تعالى لم يعلمني { إنه يعلم الجهر من القول ويعلم ما تكتمون } والله عالم لا يخفى عليه شيء من كلام الطاعنين في الإِسلام فهو مجازيكم عليه { وإن أدري لعلَّه فتنة لكم } ما أدري لعل تأخير هذا الموعد لينظر كيف تعملون ، يعني لعل تأخير العذاب فتنة لكم أي اختبار وشدّة وتكليف { ومتاع إلى حين } أي يمتعكم إلى أجل قد علمه ، ومعنى الآية لا أدري بعد البيان لعل بقاءكم زيادة في عقوبتكم إن لم تؤمنوا { قل رب احكم بالحق } وفوض الأمر إليه أي احكم بيني وبين من كذَّبني بالحق ، وعن قتادة عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) كان إذا شهد قتالاً قال : " رب احكم بالحق " أي افصل بيني وبين المشركين كما تفصل به الحق { وربنا الرحمان المستعان } الذي تحق له العبادة ، وقوله : { المستعان } الذي يعينهم على أمورهم { على ما تصفون } من خلاف الدين وكانوا يطمعون أن تكون لهم الغلبة فكذب الله ظنّهم ونصر رسوله والمؤمنين .