Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 21, Ayat: 92-97)
Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ إنَّ هذه أمتكم أمة واحدة } ، قيل : دينكم ديناً واحداً وهو الإِسلام ، والأمة الملة ، وهذه إشارة إلى ملَّة الإِسلام التي يجب أن يكونوا عليها لا ينحرفون عنها ، إشارة إلى ملَّة واحدة غير مختلفة ، وقيل في أنها مخلوقة مملوكة لله ، ومتى قيل : من هذه الأمة ؟ قيل : أمة محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) كانت مجتمعة فتفرقت ، وقيل : من تقع في التوحيد الأنبياء الذي قصّ الله خبرهم { وأنا ربكم فاعبدون } إلهكم إله واحد فاعبدون دون غيري ، وقيل : هذا تفسير لقوله : { وإن هذه أمتكم أمة واحدة } [ المؤمنون : 52 ] أي دينكم التوحيد { وتقطَّعوا أمرهم بينهم } أي اختلفوا في الدين فصاروا فرقاً وأحزاباً { كلٌّ إلينا راجعون } يعني من اجتمع منه وافترق راجع إلى حكمنا { فمن يعمل من الصالحات وهو مؤمن } الصالحات الطاعات كلها ، وقيل : صلة الأرحام ومعونة الضعيف ونصرة المظلوم { فلا كفران لسعيه } أي لا جحدان لإِحسانه في عمله بل يثاب عليه { وإنَّا له كاتبون } ضامنون له جزائه { وحرام على قرية } استعيرالحرام للمتنع وجوده ومنه قوله تعالى : { إن الله حرمهما على الكافرين } [ الأعراف : 50 ] وأصل الحرام المنع ، قيل : حرام على قرية { أهلكناها أَنَّهم لا يرجعون } عن كفرهم ، وقيل : حرام على قرية امتناها بآجالها رجوعهم إلى الدنيا لأنا قد قضينا أنهم لا يرجعون ، وقيل : حرام أن لا يرجعوا بعد الممات بل يرجعون للجزاء ، وقيل : حرام قبول توبتهم وإيمانهم لأنهم لا يرجعون إلى الدنيا ، وعدهم بالرجوع إلى الآخرة يوم القيامة وبيَّن علامة ذلك فقال سبحانه : { حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج } وهو سدهما كما حذف المضاف إلى القرية يعني يفتح عنهم السد بسقوط أو هَدم أو كسر ، وقيل : فتحت كما قيل : أهلكنا ، ويأجوج ومأجوج أمّتان وخروجهما من علامات القيامة كخروج الدجال ، ونزول عيسى ، ودابة الأرض ، وطلوع الشمس من المغرب ، وهما قبيلتان من جنس الإِنس ، يقال : الناس عشرة أجزاء تسعة منهم يأجوج ومأجوج وجزء و … يخرجون عند أن يفتح السد { وهم من كل حدبٍ ينسلون } وهو كناية عن يأجوج ومأجوج ، وقيل : كناية عن الخلق واستدلت بقوله : { فإذا هم من الأجداث إلى ربهم ينسلون } [ يس : 51 ] وقيل : من حدب مرتفع من الأرض ، وقيل : من القبور ينسلون يخرجون { واقترب الوعد الحق } يعني الصدق بالله وأنبيائه ووعد القيامة والجزاء فكان كما وعد { فإذا هي شاخصة أبصار الذين كفروا } مفتحة ينظرون إلى تلك الأهوال { يا ويلنا } أي يقولون : { قد كنا في غفلة من هذا } أي اشتغلنا بأمر الدنيا وغفلنا عن هذا اليوم { بل كنا ظالمين } بأن عصينا الله تعالى ، فاعترفوا على أنفسهم بالذنب والغفلة .