Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 23, Ayat: 1-11)
Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ قد أفلح المؤمنون } أي فاز وظفر بالمطلوب المؤمنون فهي بشارة لهم ، ثم ثنى صفة المؤمنين فقال : { الذين هم في صلاتهم خاشعون } وحقيقة الخشوع في الصلاة في القلب والجوارح ، ولقد قال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لما رأى رجلاً يعبث بلحيته في صلاته : " أما أنه لو خشع قلبه لخشعت جوارحه " والخشوع أصله السكون والتذلل وهو قريب من الخضوع إلا أن الخضوع في البدن والخشوع في القلب والبصر والصوت ، وقيل : خائفون ، وقيل : متواضعون ، وقيل : هو غض البصر وخفض الجناح ولا تلتفت يميناً ولا شمالاً { والذين هم عن اللغو معرضون } عن المعاصي ، وقيل : الحلف الكاذب ، وقيل : الشتم { والذين هم للزكاة فاعلون } يودّون { والذين هم لفروجهم حافظون } يعني يحفظونها بما لا يجوز { إلا على أزواجهم } فأباح وطي الزوجة وملك اليمين { فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون } ، قيل : الخارجون عن حدود الله ، يعني من طلب سوى ذلك فأولئك هم العادون { والذين هم لأماناتهم } يعني ما ائتمنوا عليه ، وهو على وجهين : اما أمانات الله من العبادات ، وإما أمانات العباد كالودائع والعواري والشركة والمضاربة والشهادات وغيرها من العقود { وعهدهم } عقودهم وهو على ثلاثة أوجه : أوامر الله ، ونذور الانسان ، والعقود التي بين الناس { راعون } والراعي القائم على شيء يحفظه كراعي الغنم وراعي الرعية ، أي حافظون وافون { والذين هم على صلاتهم يحافظون } يداومون فلا يضيعونها ويراعون أوقاتها وهي الصلوات الخمس والوتر والسنن المرتبة مع كل صلاة وصلاة الجمعة ، والعيدين والجنازة والاستسقاء والكسوف والخسوف وصلاة الضحى وصلاة التهجد وصلاة التسبيح وصلاة الحاجة وغيرها من النوافل { أولئك } يعني من كان بهذه الصفة { هم الوارثون } يوم القيامة منازل أهل البيت النار روي مرفوع ، وقيل : الوارثون الجنة ونعيمها لأنها تول إليهم الفردوس على تأويل الجنة ، وهو البستان الواسع الجامع ، وروي أن الله تعالى بنى جنة الفردوس لبنة من ذهب ولبنة من فضة وجعل خلالها المسك الأذفر .