Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 23, Ayat: 21-29)
Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وإن لكم في الأنعام لعبرة } أي دلالة مؤدية إلى يقين { نسقيكم مما في بطونها } يعني ألبانها { ولكم فيها منافع كثيرة } من اللحم والشعر والجلد { ومنها تأكلون } { وعليها } يعني على الأنعام { وعلى الفلك } السفينة { تحملون } في البر والبحر { ولقد أرسلنا نوحاً إلى قومه } قيل : سمي نوحاً لكثرة ما ناح على نفسه عن ابن عباس ، وقيل : أنه دعا على قومه بالهلاك ، وقيل : لدعائه في شأن ابنه { فقال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره } فبدأ بالتوحيد لأنه الأهم { أفلا تتقون } مخالفته ومعاصيه ، وقيل : أفلا تتقون الشرك ؟ { فقال الملأ الذين كفروا من قومه } يعني الأشراف وكانوا يصدون عن اتباعه { ما هذا إلاَّ بشر مثلكم يريد أن يتفضّل عليكم } أي يتشرف ويترأس فيكون له الجاة والفضل عليكم { ولو شاء الله لأنزل ملائكة } أي لو شاء الله لأنزل ملائكة ولم يرسل بشراً { ما سمعنا بهذا في آبائنا الأولين } ، قيل : بهذا الدين ، وقيل : بمثل دعوته { إن هو إلاَّ رجل به جنة } أي مجنون { فتربصوا به حتى حين } وإنما نسبوه إلى الجنون حتى حين قيل : انتظروا حتى يفيق من جنونه ، وقيل : معناه احبسوه مدة ليرجع عن قوله ، وقيل : إلى موته ، فلما أيس منهم دعا الله سبحانه { قال رب انصرني } عليهم بإهلاكهم { بما كذبون } { فأوحينا إليه أن اصنع الفلك بأعيننا } بحيث يراها الرائي من عباده بعينه ، وقيل : بأعين أوليائنا من الملائكة والمؤمنين فإنهم يحرسوك ، وقيل : بحفظنا { ووحينا } أي أمرنا { فإذا جاء أمرنا } ، قيل : نصرنا ، وقيل : هو عبارة عن فوران الماء ، وقيل : أمرناه بالدعاء { وفار التنور } أي علا التنور بالماء وكان ذلك علامة ومعجزة لنوح ، وقيل : معناه اشتد الأمر كما يقال حمى الوطيس { فاسلك فيها من كل زوجين } أي من كل زوجين ذكر وأنثى ، قال الحسن : فجمع معه من بلد وسص دون الحرسات { وأهلك } من آمن معك { إلاَّ من سبق عليه القول منهم } يعني من تقدم الوعيد عليه لأجل كفرهم كابنه وامرأته { ولا تخاطبني في الذين ظلموا إنهم مغرقون } { فإذا استويت أنت ومن معك } من المؤمنين يعني استقررت وركبت السفينة قيل : ركب معه سبعة ونوح { فقل الحمد الله الذي نجانا من القوم الظالمين } يعني احمدوا الله حيث نجاكم من أذاهم وأهلك الكافرين ، قوله تعالى : { وقل رب انزلني منزلاً } قرئ بالفتح المنزل أي الموضع وبالضم ، وقيل : أراد السفينة سبب النجاة ، وقيل : أراد بعد الخروج من السفينة ، وقيل : هو عام في كل وقت { وأنت خير المنزلين } لأن الله يحفظه ويحرسه في جميع الأحوال .