Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 29, Ayat: 14-23)
Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ ولقد أرسلنا نوحاً إلى قومه فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاماً } كان عمر نوح ( عليه السلام ) ألفاً وخمسين سنة ، قالوا : بعث على رأس أربعين سنة ولبث في قومه تسعمائة وخمسين سنة وعاش بعد الطوفان ستين سنة ، وعن وهب : أنه عاش ألف وأربعمائة سنة { فأخذهم الطوفان } ما أطاف أو أحاط بكثرة وغلبة من سيل أو ظلام ليل ونحوها { وهم ظالمون } لأنفسهم { فأنجيناه وأصحاب السفينة } كانوا ثمانية وسبعون نفساً نصفهم ذكور ونصفهم إناث منهم أولاد نوح سام وحام ويافث ونساءهم ، وقيل : كانوا عشرة خمسة رجال وخمسة نسوة ، وعن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " كانوا ثمانية نوح وأهله وبنوه الثلاثة " ، فـ { جعلناها } السفينة أو الجارية { آية } أي عبرة { للعالمين } للخلق على توحيد الله وصدق نبيّه ، ثم بيّن تعالى قصة إبراهيم فقال سبحانه : { وإبراهيم إذ قال لقومه اعبدوا الله واتّقوه } يعني وحدوه واتقوا معاصيه ، أو اتقوا عذابه { ذلكم } أي ما تؤمرون به من الدين { خيرٌ لكم إن كنتم تعلمون } وجه الدلالة والتفكر { إنما تعبدون من دون الله أوثاناً وتخلقون إفكاً } واختلاقهم تسميتهم الأوثان آلهة وشركاء لله وشفعاء إليه { إن الذين تعبدون من دون الله لا يملكون لكم رزقاً } لأنها لا تقدر على شيء من النعم فلا تستحق العباده { فابتغوا عند الله الرزق واعبدوه } وحدوه { واشكروا له إليه ترجعون } إلى حكمه تصيرون يوم القيامة { وإن تكذبوا فقد كذب أمم من قبلكم } وإن يكذبوك بما جئت به { فقد كذب أمم } من قبلهم فأهلكوا { وما على الرسول إلاَّ البلاغ المبين } أي أداء الرسالة وبذل النصيحة والدعاء إلى الدين المبين الواضح الظاهر { أولم يروا } قيل : ألم يعلموا { كيف يبدئ الله الخلق } أي هلاَّ تفكروا في ابتداء خلق الله { ثم يعيده إن ذلك على الله يسير } لا تعب عليه فيه ولا نصب فإن من قدر على ذلك قدر على إرسال الرسل والمعجزات { قل } يا محمد لهم { سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق } ما ينشأ من الأشجار والنبات وسائر الحيوانات وغيرها فمن قدر عليها قدر على الإِعادة { ثم الله ينشئ النشأة الآخرة } يعيدهم بعد فنائهم { إن الله على كل شيء قدير } فيفعل ما يشاء { يعذب من يشاء } وهو من استحق العذاب من الكافرين والفاسقين { ويرحم من يشاء } من أهل طاعته { وإليه تقلبون } تردون وترجعون ، قوله تعالى : { وما أنتم بمعجزين } ربكم أي تفوتونه ، أي هربتم من حكمه وقضائه في الأرض الفسيحة { ولا في السماء } التي أفسح منها وأبسط لو كنتم فيها كقوله تعالى : { إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض فانفذوا } [ الرحمن : 33 ] وقيل : ولا من في السماء { وما لكم من دون الله } أي ليس سوى الله أحد يتولى نصرهم ونجاتهم من العذاب { والذين كفروا بآيات الله } قيل : بالقرآن ، وقيل : سائر الحجج { ولقائه } ولقاء جزائه يوم البعث { أولئك يئسوا من رحمتي وأولئك لهم عذاب اليم } .