Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 30, Ayat: 1-6)
Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ ألم } قيل : اسم للسورة ، وقيل : إشارة إلى حدوث القرآن ، وقيل : إنه من أسماء الله تعالى ، يعني : { الم } أنا الله عن ابن عباس { غلبت الروم } أي غلبهم فارس في بعض حروبهم وظهروا عليهم وكان ذلك في عهد رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) { في أدنى الأرض } أي عدوهم ، وقيل : أدنى الأرض من أرض الشام إلى أرض فارس ، وقيل : الأردن وفلسطين { وهم من بعد غلبهم سيغلبون } فارساً { في بضع سنين } والبضع من الثلاث إلى العشر ولما بلغ الخبر إلى مكة ان فارساً غلبوا الروم فشق ذلك على رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) والمسلمين لأن فارساً مجوس لا كتاب لهم والروم أهل كتاب ، وفرح المشركون وشمتوا وقالوا : أنتم والنصارى أهل كتاب ونحن وفارس أميون وقد ظهر إخواننا على إخوانكم ولنظهرن نحن عليكم فنزلت الآية ، وظهور الروم على فارس يوم الحديبيَّة وذلك عند رأس سبع سنين ، وقيل : كان النصر يوم بدر ، وروي : " أن أبا بكر لما ظهرت قال : والله لتظهرن الروم على فارس ، فقال له أبيّ بن خلف ، كذبت اجعل بيننا أجلاً أناحبك عليه ، والمناحبة : المراهنة ، على عشر قلائص من كل واحد وجعل الأجل ثلاث سنين ، وأخبر أبا بكر النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فقال : البضع ما بين الثلاث إلى السبع فزايده في الخطر ومادّه في الأجل ، فجعلاها مائة قلوص إلى تسع سنين ، ومات أُبيّ من جرح رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وظهرت الروم على فارس يوم بدر ، وأخذ أبو بكر الخطر من ذرية أبيّ وجاء به إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فقال : تصدق به فتصدق به " والله أعلم { لله الأمر من قبل ومن بعد } أي في أوَّل الوقتين وفي آخرهما حين غُلِبوا وحين غَلَبُوا من قبل دول الروم على فارس وبعدها فلو أراد إهلاكهم لفعل ، وقيل : الأمر فيما مضى وفيما بقي وهي عبارة عن ملكه في عموم الأوقات { ويومئذ } يعني يوم غَلَبت الروم فارس فقد كان فيه نصر الله وتصديق رسوله { يفرح المؤمنون } { بنصر الله } وبغلبة من له كتاب على من لا كتاب له وغيظ من شمت بهم من كفار مكة ، وقيل : ذلك يوم بدر ، ويومئذ عبارة عنه فرحوا بما نالهم من النصر والفتح وهذا أولى لأن الروم كفار لا ينصرهم تعالى ، وقيل : نصر الله أنه وَلَّى بعض الظالمين بعضاً وفرق بين كلمتهم وفي ذلك قوة للإِسلام بنصر الله { ينصر من يشاء } من عباده وهم الأنبياء والمؤمنون { وهو العزيز } القادر على نصر المؤمنين { الرحيم } بمن أناب اليه من خلقه ، ثم أكد ذلك بالبشارة فقال سبحانه : { وعد الله } أي وعد الله المؤمنين بالنصر ، وقيل : وعد الله في الروم أنها تغلب فارساً { لا يخلف الله وعده } في ذلك ولا في غيره { ولكن أكثر الناس لا يعلمون } صحة الوعد والله أعلم .