Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 32, Ayat: 23-30)
Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ ولقد آتينا موسى الكتاب فلا تكن في مرية من لقائه } ، قيل : لا تكن في شك من لقاء الأذى كما لقي موسى ، ومعناه آتينا موسى مثل ما آتيناك من الكتاب ولقيناه مثل ما لقيناك من الوحي ، فلا تكن في شك من أنك لقيت مثله وجعلنا الكتاب المنزل على موسى هدى لقومه { وجعلنا منهم أئمة يهدون } الناس ويدعون إلى ما في التوراة من دين الله وشرائعه { لما صبروا } لصبرهم وايقانهم بالآيات ، وكذلك لنجعلن الكتاب المنزل اليك هدى ونوراً ولنجعلن من أمتك أمة يهدون مثل تلك الهداية لما صبروا عليه من نصر الدين ثم ثبتوا عليه من اليقين ، وقيل : من لقائك موسى ليلة الإِسراء ويوم القيامة وقرئ لِما صبروا أي بصبرهم { وكانوا بآياتنا يوقنون } { إن ربك هو يفصل بينهم يوم القيامة } أي يقضي ويحكم { فيما كانوا فيه يختلفون } قيل : من أمور دينهم ، وقيل : من أعمالهم { أو لم يهد لهم كم أهلكنا قبلهم من القرون } وهم عاد وثمود وقوم لوط { يمشون في مساكنهم } يعني أهل مكة يمرون في متاجرهم وبلادهم { إن في ذلك لآيات أفلا يسمعون } { أولم يروا أنا نسوق الماء إلى الأرض الجرز } اليابسة التي لا نبات عليها ، وأكثر المفسرين على أنها عامَّة في الأرض ، وعن ابن عباس : هي أرض اليمن والله أعلم { فنخرج به زرعاً تأكل منه أنعامهم } من ذلك الزرع ، أنعامهم كالابل والبقر والغنم { وأنفسهم } من حبه { أفلا يبصرون } وهذا توبيخ على ترك النظر والتدبير { ويقولون متى هذا الفتح } أي في أي وقت يكون { إن كنتم صادقين } في أنه كائن ، و { يوم الفتح } يوم القيامة وهو يوم الفصل بين المؤمنين وأعدائهم ويوم نصرهم عليهم ، وقيل : هو يوم بدر ، وعن المجاهد والحسن : يوم فتح مكة ، وقيل : يوم القيامة ، قال الحاكم : وهو الوجه { لا ينفع الذين كفروا إيمانهم } لأنهم يضطرون إلى ذلك ولا ينفعهم ، فإن قلت : فمن فسره بيوم الفتح أو يوم بدر كيف يستقيم على تفسيره ألا ينفعهم الإِيمان ؟ قلت : أن المراد أن المقتولين منهم لا ينفعهم إيمانهم في حال القتل كما لم ينفع فرعون ايمانه عند إدراك الغرق { فأعرض عنهم } إعراض استحقاق { وانتظر } ما ينزل بهم ، أو انتظر النصرة عليهم وهلاكهم { إنهم منتظرون } الغلبة عليكم وهلاككم ومعناه فانتظر بهؤلاء هلاكهم فإنهم أحقاء بأن ينتظر هلاكهم ، يعني أنهم هالكون لا محالة ، أو انتظر ذلك فإن الملائكة في السماء ينتظرونه .