Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 33, Ayat: 37-40)
Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه } الآية نزلت في زيد بن حارثة وامرأته زينب بنت جحش مكثت عنده أياماً ثم أراد فراقها فقال له الرسول ( عليه السلام ) : " اتق الله وأمسك عليك زوجك " فأبى وقال : تؤذيني بلسانها ، فطلقها فخطبها رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فتزوجها ، وقيل : أن رسول الله أبصرها بعدما أنكحها زيداً فوقعت في نفسه فقال : " سبحان مقلب القلوب " وذلك أن نفسه كانت تجفو عنها قبل ذلك لا يريدها ولو أرادها لخطبها ، وسمعت زينب بالتسبيحة فذكرتها لزيد وألقى الله في نفسه كراهة صحبتها والرغبة عنها لرسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، فقال لرسول الله : إني أريد أن أفارق صاحبتي ، فقال : " ما لك أرأيت منها شيئاً " فقال : لا والله ما رأيت منها إلا خيراً ولكنها تتعظم علي لشرفها وتؤذيني ، فقال له : " امسك عليك زوجك واتق الله " ثم طلقها ، فلما اعتدت قال له رسول الله : " ما أحد أوثق مني بنفسي منك أخطب علي زينب " قال زيد : فانطلقت فإذا تخمر عجينتها فلما رأيتها عظمت في صدري حتى ما أستطيع أنظر إليها حين علمت أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ذكرها ، فوليتها ظهري وقلت : يا زينب أبشري ان رسول الله يخطبك ، ففرحت وفات إلى مسجدها { وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه } بالعتق { امسك عليك زوجك } يعني زينب { واتق الله } في مضارتها فلا تضارها يا زيد { وتخفي في نفسك ما الله مبديه } أي مظهره ، قيل : أخفى النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في نفسه ان طلقها زيد أنه يتزوجها لأنها ابنة عمته وأحب ضمّها إلى عنده بعد فراق زيد لئلا يصيبها ضيعة وخشي إظهار ذلك خشية القالة { والله أحق أن تخشاه } أي تخافه { فلما قضى زيد منها وطراً } أي قضى حاجته من نكاحها { زوجناكها لكيلا يكون على المؤمنين حرج } أي ضيق { في أزواج أدعيائهم إذا قضوا منهنَّ وطراً } بالنكاح { وكان أمر الله مفعولا } في تزويج الله من رسول الله { ما كان على النبي من حرج } إثم وضيق { فيما فرض الله له } في أمره وأباح له من تزويج زينب { سنة الله } أي طريقة وشريعته { في الذين خلوا من قبل } أراد سنته في الأنبياء أنه كلفهم الإبلاغ والصبر على الشدائد ، وقيل : سنة الله في تحليل نكاح الادعاء ، وقيل : النكاح من سنة الأنبياء ، وقيل : كثرة الأزواج كما فعله داوود وسليمان ، فكان لداوود مائة امرأة ولسليمان ثلاثمائة امرأة وسبع مائة سريَّة { وكان أمر الله قدراً مقدوراً } أي أمراً جارياً على وجه الحكمة والصواب ، ثم وصف الأنبياء فقال : { الذين يبلغون رسالات الله } الى أممهم { ويخشونه } أي يخافون عقابه { ولا يخشون أحداً إلا الله وكفى بالله حسيباً } وهذا وعد للمؤمنين ووعيد للكافرين { ما كان محمد أبا أحدٍ من رجالكم } قيل : رجال ذلك الوقت ولم يكن أحدٌ من أبنائه ، وقيل : أراد برجالكم زيداً ، وكان رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أبا الطاهر والطيب والقاسم وإبراهيم ، وقد أخرجوا من حكم النفي بقوله من رجالكم من وجهين : أحدهما أن هؤلاء لم يبلغوا مبلغ الرجال ، والثاني أنه قد أضاف الرجال اليهم وهؤلاء رجاله لا رجالهم ، قال جار الله : فإن قلتَ : أما كان أباً للحسن والحسين ؟ قلتُ : بلى ولكنهما لم يكونا رجلين حينئذٍ وهما أيضاً من رجاله لا من رجالهم { وخاتم النبيين } فلا نبي بعده { وكان الله بكل شيء عليماً } .