Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 33, Ayat: 4-8)
Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه } نزلت في معمر كان رجلاً من أحفظ العرب ، وقيل : هو جميل بن أسيد الفهري ، وكان يقول : لي قلبين أفهم بأحدهما أكثر مما يفهم محمد ، فروي أنه انهزم يوم بدر فمر بأبي سفيان وهو معلق إحدى نعليه في يده والأخرى في رجله فقال له : ما فعل الناس ؟ فقال : هم ما بين مقتول وهارب ، فقال : ما بال إحدى نعليك في رجلك والأخرى في يدك ؟ فقال : ما ظننت إلا أنهما في رجلي ، فأكذب الله قوله وقولهم ، وعن ابن عباس : كان المنافقون يقولون : لمحمد قلبان فأكذبهم الله تعالى ، وقيل : سها في صلاته فقال اليهود : له قلبان قلبٌ مع أصحابه وقلبٌ معكم { وما جعل أزواجكم اللاّئي تظاهرون منهن } الآية نزلت في قصة أوس بن الصامت وامرأته خولة بنت ثعلبة لما ظاهر منها وقصته في المجادلة ، وكان ذلك طلاق الجاهلية يقول الرجل : أنت عليّ كظهر أمي ، فإنها لا تحرم كتحريم الأم ولكن تكون معصية وفيه الكفارة وللظهار أحكام يذكرها الفقهاء { وما جعل أدعياءكم } يعني من تدعونه ولداً وهو ثابت النسب من غيركم لا يصير ولداً ، والآية نزلت في زيد بن حارثة وكان عبداً للنبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فأعتقه فلما تزوج النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) زينب بنت جحش وكانت قبل ذلك عند زيد قالت اليهود والمنافقون تزوج محمد بامرأة ابنه فأنزل الله هذه الآية : { ذلكم قولكم بأفواهكم } هذا ابني لا غير تقولون بألسنتكم ما لا حقيقة له { والله يقول الحق وهو يهدي السبيل } يدل على طريق الحق { ادعوهم لآبائهم } أي انسبوهم إلى آبائهم الذين ولدوا على فراشهم { هو أقسط عند الله } أعدل في القول : لأن الانسان نسابته إلى المدعي كذب { فإن لم تعلموا آباءهم فإخوانكم في الدين } لأن المؤمنين أخوة { ومواليكم } في أصدقائكم ، وقيل مواليكم في وجوب النصرة { وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به } يعني إذا نسبتم أحداً إلى الجدّ ظنّاً منكم أنه أباه فلا حرج { ولكن ما تعمدت قلوبكم } فنسبتموه إلى غيركم مع علمكم بخلافه فإذا كان خطأ فلا حرج { وكان الله غفوراً رحيماً } لعفوه عن الخطأ ، عن العمد إذا تاب العامد { النبي أولى بالمؤمنين } في كل شيء من أمور الدين والدنيا { من أنفسهم } ولهذا أطلق ولم يقيّد فيجب عليهم أن يكون أحب إليهم من أنفسهم ، وعنه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " ما من مؤمن إلا وأنا أولى به في الدنيا والآخرة من نفسه ، اقرأوا إن شئتم : { النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم } " { وأزواجه أمهاتهم } نسبته لهن بالأمهات وفي بعض الأحكام وهو وجوب تعظيمهن واحترامهن وتحريم نكاحهن ، قال الله تعالى : { ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبداً } [ الأحزاب : 53 ] { وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض } أي ذوي الأرحام القرابات بعضهم أولى ببعض في المواريث { في كتاب الله } في اللوح أو فيما أوحى الله إلى نبيه وهو في هذه الآية أو فيما فرض { من المؤمنين والمهاجرين } يجوز أن يكون بياناً لأولي الأرحام أي الأقارب من هؤلاء بعضهم أولى ببعض ، ويجوز أن يكون لابتداء الغاية أي أولو الأرحام نحو القرابة أولى بالميراث من المؤمنين نحو الولاية في الدين ومن المهاجرين نحو الهجرة { إلا أن تفعلوا إلى أوليائكم معروفاً كان ذلك في الكتاب مسطوراً } قيل : توصلوهم ، وقوله : { في الكتاب } يعني اللوح المحفوظ ، وقيل : في القرآن مكتوباً مسطوراً { وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم } قيل : على ما حملوا والعمل به { ومنك } يا محمد وإنما قدم لشرفه { ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ابن مريم وأخذنا منهم ميثاقاً غليظاً } قيل : هو العهد واليمين بالله على الوفاء بما حُمِّلوا والقيام بما حملوا من الرسالة ودعاء الخلق وتبليغ الشرائع والصبر على الأذى { ليسأل الصادقين عن صدقهم } يعني ليسأل الله يوم القيامة عند توافق الأشهاد المؤمنين الذين صدقوا عهدهم وشهادتهم فشهد لهم الأنبياء بأنهم صدقوا عهدهم وشهادتهم وكانوا مؤمنين ، أو ليسأل الصادقين الأنبياء ما الذي أجابهم به أمتهم [ أممهم ] ، وقيل : ليسأل الصادقين ليزيدهم سرورا بإظهاره ويسأل الكاذبين توبيخاً وليظهر جزاءهم { وأعد للكافرين عذاباً أليماً } .