Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 33, Ayat: 53-55)
Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي } بغير إذن { إلا أن يؤذن لكم } الآية نزلت في وليمة زينب بنت جحش وذلك لما أطعم الناس رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) خرجوا وبقي ثلاثة يتحدثون وأطالوا المكث ، واستحيا أن يأمرهم بالخروج بعد أن رفعوا الطعام وتفرق الناس ، فقام رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إلى حجرة عائشة ، فقال : " السلام عليكم أهل البيت " فقالوا : وعليك السلام يا رسول الله ، ورجع وإذا الثلاثة جلوس يتحدثون ، وكان رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) شديد الحياء فولى ، فلما رأوه مولياً خرجوا فرجع ونزلت ، وقيل : نزلت في أناس كانوا يدخلون على رسول الله قبل الطعام ويجلسون حتى يدرك فنزلت الآية { إلا أن يؤذن لكم } فأباح الدخول عند الإِذن إلى طعام { غير ناظرين إناه } ، قيل : وقته أي غير ناظرين وقت الطعام وساعة أكله ، وقيل : لا تدخلوا بيوت النبي إلا وقت الإِذن ، ولا تدخلوها إلا غير ناظرين ، وهؤلاء قوم كانوا يتحينون طعام رسول الله فيدخلون ويقعدون منتظرين لإِدراكه ، ومعناه لا تدخلوا يا هؤلاء المتحينون للطعام إلا أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين ، وإلا فلو لم يكن لهؤلاء خصوصاً لما جاز لأحد أن يدخل بيوت النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إلا أن يؤذن له اذناً خاصاً وهو الإِذن إلى الطعام فحسب ذكره جار الله { ولا مستأنسين لحديث } فهو أن يطلبوا الجلوس ويستأنس بعضهم ببعض { إن ذلكم كان يؤذي النبي فيستحيي منكم } من إخراجكم من منزله { والله لا يستحيي من الحق } أي ينزله ويبيّنه لكم ، وقيل : الحق هو مما لا يستحيى منه { وإذا سألتموهن متاعاً } الآية ، روت عائشة أن عمر قال للنبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : احجب نساءك فنزلت الآية ، وقيل : ان رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) كان يطعم الطعام ومعه بعض أصحابه فأصابت يد رجل منهم يد عائشة فكره النبي ذلك فنزلت ، متاعاً أي شيئاً ينتفع به { فاسألوهن من وراء حجاب } من خلف ستر { ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن } من التهمى والريبة ووسوسة الشيطان { وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله } لأنه اختاره لرسالته فليس لأحد أن يؤذيه { ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبداً } قيل : نزلت في رجل قال لهن : لئن قبض رسول الله لأنكحن عائشة { إن ذلكم كان عند الله عظيماً } أي إثماً عظيماً لأن من لم يعتقد ذلك كفر { إن تبدوا شيئاً أو تخفوه فإن الله كان بكل شيء عليماً } إشارة إلى أنه عالم لم يزل بجميع الأشياء ثم استثنى الأقارب فقال سبحانه : { لا جناح عليهن في آبائهن ولا أبنائهن ولا إخوانهن } أي لا حرج عليهن في ترك الحجاب بين النساء وبين هؤلاء ، ومتى قيل : لم لم يذكر العم والخال ؟ قالوا : لأن العم كالأب والخال كالأم أو لأجل أولادهم لأنهما يجريان مجرى الوالدين { ولا نسائهن } قيل : نساء دينهن ، وقيل : جميع النساء الحرائر والإِماء ، وقيل : نساء قراباتهن وجيرانهن { ولا ما ملكت أيمانهن } قيل : من العبيد والإِماء الذين يقومون لخدمتهن عن أبي علي ، وقيل : أراد النساء ، وقيل : الذكور والإِناث في حال الصغر { واتقين الله } خطاب عام في جميع المؤمنين النساء { إن الله كان على كل شيء شهيداً } في جميع أفعالكم فلا يخفى عليه شيء .