Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 34, Ayat: 46-54)

Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ قل إنما أعظكم بواحدة } آمركم وأوصيكم ، يعني إنما أعظكم بواحدة إن فعلتموها أصبتم الحق وتخلصتم وهو { أن تقوموا لله } لوجه الله خالصاً متفرقين { مثنى وفرادى } اثنين اثنين أو واحداً واحداً { ثم تتفكروا } في أمر محمد وما جاء به ، وقيل : آمركم وأوصيكم بواحدة مقروناً بالزجر والوعيد والوعد وهي كلمة التوحيد ، وقيل : فسر الواحدة بما بعده فقال : { أن تقوموا لله } أي بطاعته وطلب مرضاته مسترشدين مناصحين لأنفسهم { مثنى } أي اثنين اثنين مناظرين واحد واحد متفكرين في أحوال النبي وأقواله وأفعاله وما ظهر عليه من المعجزات { ما بصاحبكم من جنةٍ } قيل : تعلموا حينئذ أنه ليس بمجنون { إن هو إلا نذير لكم بين يدي عذاب شديد } قيل : عذاب الآخرة { قل ما سألتكم من أجر } يعني على أداء الرسالة وبيان الشريعة { فهو لكم إن أجري } ثوابي { إلا على الله وهو على كل شيء شهيد } أي شاهد بيني وبينكم { قل إن ربي يقذف بالحق } يلقيه وينزله ويرمي به الباطل فيدمغه ويزهقه { علام الغيوب } مبالغة في كونه عالم لذاته ومعلوماته { قل } يا محمد { جاء الحق } وهو القرآن والإِسلام { وما يبدئ الباطل وما يعيد } يعني ذهب الباطل فلم يبق له مع الحق بيان ولا ظهور لزوال شُبَههم ، وقيل : الباطل كل معبود دون الله ، يعني لا يخلق شيئاً ابتداء ولا يعيد ، وعن الحسن وابن مسعود قال : دخل رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) مكة وداخل البيت ثلاثمائة وستون صنماً فجعل يطعنها بعود معه ويقول : " جاء الحق وزهق الباطل ان الباطل كان زهوقاً { جاء الحق وما يبدئ الباطل وما يعيد } " { قل } يا محمد ، إذا نسبوك إلى الضلال وترك دين الآباء { إن ضللت فإنما أضل على نفسي } أي آخذ بذلك { وإن اهتديت فبما يوحي إلي ربي } فله المنة دون الخلق { إنه سميع } لأقوالنا { قريب } منا لا يخفى عليه شيء { ولو ترى إذ فزعوا } قيل : هو وقت البعث وقيام الساعة ، وقيل : وقت الموت يوم بدر ، وعن ابن عباس : نزلت في خسف البيداء ، وذلك أتت ثمانون ألفاً يغزون الكعبة ليخربوها ، فإذا دخلوا البيداء خسف بهم { فلا فوت } فلا يفوتون الله ولا يسبقونه { وأخذوا من مكان قريب } من الموقف إلى النار إذا بعثوا أو من تحت أقدامهم إذا خسف بهم وقيل : من مكان قريب من بطن الأرض يحشرون على وجهها { وقالوا آمنا به } قيل : بالله ، وقيل : بالرسول ، وقيل : بالقرآن ، وذلك حين لا ينفعهم لأنهم عاينوا العذاب فقالوا : آمنا به ، وقيل : هو يوم القيامة ، وقيل : عند الموت ، وقيل : عند الخسف { وأنّى لهم التناوش } أي تناول النبوّة { من مكان بعيد } أي في الآخرة وهم غير مكلفين ، يعني كيف ينفعهم إيمانهم في هذا الوقت ، وقيل : كيف لهم أن يتناولوا ما كان قريباً منهم { وقد كفروا به من قبل } في الدنيا ولم يرد بعد المكان وإنما أراد بعد انتفاعهم به وبعدهم من الصواب وقد كفروا بالله وبالرسول وبالقرآن من قبل في الدنيا { ويقذفون بالغيب من مكان بعيد } وهو قولهم في رسول الله شاعر ساحر كذاب ، وقيل : هو قولهم لا جنة ولا نار ، وقذف الغيب من مكان بعيد عبارة عن الكلام الذي يقوله الجاهل : { وحيل بينهم وبين ما يشتهون } أي منعوا من مشاهيهم ، وقيل : الموت الذي حلَّ بهم كما حلَّ بأمثالهم ، وقيل : حيل بينهم وبين نعيم الجنة عن أبي علي ، وقيل : مشاهيهم التوبة والإِيمان والرد إلى الدنيا { كما فعل بأشياعهم من قبل } أهل دينهم موافقيهم من الأمم الماضية { إنهم كانوا في شك مريب } أي لم يكونوا في دينهم على شيء بل كانوا شاكين .