Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 35, Ayat: 11-14)
Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ والله خلقكم من تراب } يعني آدم وهو أبوهم { ثم من نطفة } أي خلق البشر من ماء الرجل والمرأة { ثم جعلكم أزواجاً } أي ذكراً وأنثى { ولا تضع إلا بعلمه } يعني هو العالم بحمله وكيفيته ووضعه { وما يعمر من معمر } قيل : لا حياة لأحد مدة طويلة ولا قصيرة إلا بعلمه ، ومعناه ما يعمر من أحد وإنما سماه معمر إنما هو صائر إليه { إلا في كتاب } وصورته أن يكتب في اللوح إن حج فلان أو غزا فعمره أربعون سنة ، وإن حج وغزا فعمره ستون سنة ، وعن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " إن الصدقة والصلة يعمران الديار ويزيدان في الأعمار " وعن كعب أنه قال حين طعن عمر : لو أن عمر دعا الله لأخر في أجله ، فقيل لكعب : أليس الله قد قال : { إذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون } [ يونس : 49 ] ، قال : قد قال الله : { ما يعمر من معمر ولا ينقص من عمره إلا في كتاب } ، وعن سعيد بن جبير : يكتب في الصحيفة عمر كذا وكذا سنة ، ثم يكتب في أسفل ذلك ذهب يوم ذهب يومان حتى يأتي على آخره ، عن قتادة : العمر من بلغ ستين سنة ، والمنقوص من عمره من يموت قبل ستين سنة ، والكتاب : اللوح ، ويجوز أن يريد بكتاب الله علمه أو صحيفة الانسان { وما يستوي البحران } العذب والمالح وهو مثل للمؤمن والكافر ، ومن كل واحد منهما { تأكلون لحماً طرياً } وهو السمك { وتستخرجون حليةً } وهو اللؤلؤ والمرجان { وترى الفلك فيه مواخر } أي جواري تشق الماء شقاً { لتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون } هذه النعمة { يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل } وهو إدخال أحدهما في الآخر ، قيل : بالزيادة والنقصان ، وقيل : بإذهاب أحدهما بالآخر { وسخر الشمس والقمر } يجريا كما يريد { كلّ يجري لأجل مسمى } قيل : لوقت معلوم إلى أن تظهر أشراط الساعة { ذلكم الله ربكم } مدبر هذه الأمور { له الملك } في الدنيا والآخرة { والذين تدعون من دونه } أي يدعونه آلهاً وهو الأصنام { ما يملكون من قطمير } أي لا يقدرون على ذلك على قليل ولا كثير ، والقطمير قشر النوى عن ابن عباس { إن تدعوهم } أي تدعو الأوثان { لا يسمعوا دعاءكم } لأنهم جماد { ولو سمعوا ما استجابوا لكم } قيل : هذا على وجه التقدير أي لو أحياهم وأسمعهم ما أجابوا ولا قدروا على معونتهم { ويوم القيامة يكفرون بشرككم } يحيي الله الأصنام يوم القيامة فتتبرأ منهم ، يعني من المشركين ، وقيل : المراد به الملائكة وكل معبود { ولا ينبئك مثل خبير } قيل : لا يخبرك بالصدق إلا الله لأنه عالم بكل شيء ، قال جار الله : ولا يخبرك بالأمر مخبر هو مثل خبير عالم ، يريد به أنه المخبر بالأمر وحده هو الذي يخبرك بالحقيقة دون سائر المخبرين .