Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 4, Ayat: 114-121)

Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ لا خير في كثير من نجواهم } مما يناجي به الناس { ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله } شرط في استيجاب الأجر العظيم أن ينوي فاعل الخير عبادة الله والتقرب إليه وأن يبتغي به وجه الله خالصاً لأن الأعمال بالنيَّات { ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى } الآية نزلت في شأن طعيمة وسرقه للدرع ، وروي أنه نقب بيتاً يسرقه فانهدم عليه الجدار فقتله ، وقيل : أنه ركب سفينة فسرق كيساً فيه دراهم فأخذ وألقي في البحر ، وقيل : نزلت في نفر من قريش أسلموا ثم ارتدّوا وعبدوا الأصنام { ويتَّبع غير سبيل المؤمنين } هو السبيل الذي عليه الدين القيم { نوله ما تولى } فجعله والياً لما تولى من الضلال بأن يخلي بينه وبين ما اختاره ، وقيل : هو طعيمة لأنه ارتدّ { إن الله لا يغفر أن يشرك به } تكرير للتأكيد ، وقيل : كرر لقصة طعيمة ، وروي أنه مات مشركاً ، وقيل : نزلت في شيخ أتى إلى النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وقال : يا رسول الله أنا شيخ منهمك بالذنوب إلا أني لم أشرك بالله منذ آمنت ، ولم أتخذ من دونه وليَّاً ، ولم أواقع المعاصي جراءة وإني لنادم تائب مستغفر لما جاءني عند الله فنزلت الآية { إن يدعون } يعني يعبدون { من دونه } الله { إلا إناثاً } هي اللات والعزى ومنات ، وعن الحسن لم يكن حي من العرب إلا ولهم صنم يعبدونه يسمونه أنثى بني فلان ، وقيل : كانوا يقولون في أصنامهم هي بنات الله { وإِن يدعون } وان يعبدون عبادة الأصنام { إلاَّ شيطاناً مريداً } لأنه هو الذي أغواهم على عبادتها فأطاعوه فجعلت طاعتهم له عبادة لعنه الله تعالى { وقال لأتخذن من عبادك نصيباً مفروضاً } مقطوعاً واجباً فرضته لنفسي قال الحسن من كل ألف تسع مائة وتسع وتسعون إلى النار { ولأُمنِّينَّهم } الأماني الباطلة من طول الأعمار وبلوغ الآمال ورحمة الله للمجرمين من غير توبة والخروج من النار بعد دخولها بالشفاعة { ولآمرنهم فليبتكن آذان الأنعام } هي البحيرة كانوا يشقون آذان الناقة إذا ولدت خمسة أبطن وجاء الخامس ذكر وحرموا على أنفسهم الانتفاع بها { ولآمرنهم فليغيرن خلق الله } قيل : هو الخصي وهو المباح في البهائم وأما في بنو آدم فمحظور عند أبي حنيفة يكره شراء الخصيان وإمساكهم واستخدامهم ، وقيل : فطرة الله التي هو دين الإِسلام ، وعن ابن مسعود هو الوشم ، وعنه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " لعن الله الواشرات والمنتمصات والمستوشمات المغيرات خلق الله " وقيل : دين الله وهو اللواط { ومن يتخذ الشيطان وليَّاً } أي ربَّاً { من دون الله } فيطيعه { فقد خسر خسراناً مبيناً } قيل : هلاكاً بيناً إذا حرم نفسه الثواب واستوجب العقاب الدائم { يعدهم } قيل : يعدهم أن يكون ناصراً لهم ممن أرادهم بسوء ، وقيل : يعدهم الفقر إن أنفقوا أموالهم في أبواب البر ، وقيل : يعدهم أن ينالوا الدنيا والآخرة بالمعاصي ، وقيل : لا بعث ولا جزاء { ويمنيهم } الأباطيل والأكاذيب { وما يعدهم الشيطان إلا غررواً } يعني ما يعدهم إلا باطل ، وقيل : وعدهم الظفر وكان للمسلمين عليهم الغلبة { أولئك مأواهم } يعني مصيرهم ومرجعهم { جهنم ولا يجدون عنها محيصاً } قيل : معدلاً ، وقيل : مقراً وخلاصاً .