Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 4, Ayat: 131-135)

Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ ولقد وصينا } التوصية في معنى القول ، وقوله : و { الذين أُوتوا الكتاب } اسم للجنس تناول الكتب السماوية { من قبلكم وإياكم } يعني أمرناهم وأمرناكم بالتقوى وقلنا لهم قيل : ولكم { وإن تكفروا فإن لله ما في السموات وما في الأرض } يعني الخلق كله وهو خالقهم ومالكهم والمنعم عليهم فحقه أن يكون مطاعاً ، ويعني بالذين أوتوا الكتاب من الأمم السالفة ووصيناكم أن تتقوا الله بمعنى أنها وصيَّة ما زال يوصي الله بها عباده { وكان الله غنياً } عن خلقه وعن عبادتهم جميعاً { حميداً } مستحقاً للحمد { ان يشأ يذهبكم } يفنيكم ويعذبكم كما أوجدكم وأنشأكم { ويأت بآخرين } ويوجد المتأخرين مكانكم أو خلقا آخر من غير الإنس { وكان الله على ذلك } من الاعدام والايجاد { قديراً } لا يمتنع عليه شيء { من كان يريد ثواب الدنيا } كالمجاهد يزيد بجهاده الغنيمة { فعند الله ثواب الدنيا والآخرة } فما له طلب أحدهما دون الأخرى لأن من جاهد لله خالصاً لم تحتطه الغنيمة وله من الثواب في الآخرة ما الغنيمة في جنبه كلاَ شيء { يأيها الذين آمنوا كونوا قوَّامين بالقسط } مجتهدين في إقامة العدل { شهداء لله } يقيمون شهادتكم كما أمرتم بإقامتها { ولو على أنفسكم } ولو كانت الشهادة على أنفسكم وآبائكم وأقاربكم وهو أن يقرّ على نفسه بما عليها لأنه في معنى الشهادة { إن يكن غنياً أو فقيراً فالله أولى } بالغني والفقير أي بالنظر لهما { فلا تتَّبعوا الهوى } يعني هوى أنفسكم { أن تعدلوا } عن الحق { وأن تلووا أو تعرضوا } يعني وأن تلووا ألسنتكم عن الشهادة بما عندكم وتمنعوها .