Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 4, Ayat: 150-155)

Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ إن الذين يكفرون بالله ورسله ويريدون أن يفرقوا بين الله ورسله ويقولون نؤمن ببعض } أي نصدق ببعض { ونكفر ببعض } والآية نزلت في اليهود والنصارى { أولئك هم الكافرون حقاً } أي هم الكاملون في الكفر ، حقاً تأكيد { والذين آمنوا بالله ورسله } صدقوا الله بتوحيده وعدله وصفاته الواجبة وجميع أنبيائه { ولم يفرقوا بين أحد منهم أولئك سوف نؤتيهم أجورهم } { يسألك أهل الكتاب أن تنزل عليهم } الآية في كعب بن الأشرف وفنحاص وجماعة من اليهود قالوا لرسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : إذا كنت نبيَّاً صادقاً فائتنا بكتاب من السماء جملة كما أتى به موسى فنزلت { فقد سألوا موسى أكبر من ذلك } معناه إذا استكثرت ما سألوه منك { فقد سألوا موسى أكبر من ذلك فقالوا أرنا الله جهرة } الآية ولما نزلت هذه الآية غضبت اليهود وقالوا : ما أنزل الله على بشر من شيء فنزل قوله : { إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده } [ النساء : 163 ] { فأخذتهم الصاعقة بظلمهم } هم بنو إسرائيل سألوا موسى إذ يريهم الله جهرة فأنزل الله عليهم الصاعقة ، فأهلكتهم وهم الذين خرجوا مع موسى إلى جبل الطور الذي ذكر الله تعالى في قوله : { واختار موسى قومه سبعين رجلاً لميقاتنا } [ الأعراف : 155 ] فأحياهم الله تعالى بدعاء موسى وقد تقدم كلامهم في سورة البقرة ، وكذلك ثم ذكر الله تعالى اتخاذهم العجل من بعد أن أنقذهم من آل فرعون ، وما رأوا من الآيات العظام من انفلاق البحر طريقاً ومشيهم في قعره يبساً فلم ينفعهم ذلك ، { وآتينا موسى سلطاناً مبيناً } ظاهراً عليهم حين أمرهم بأن يقتلوا أنفسهم وأطاعوه والسيوف تساقط عليهم يا لك من سلطان { وقلنا لهم ادخلوا الباب } يعني وقلنا لهم والطور مظل عليهم { لا تعدوا في السبت } وقد تقدم الكلام في سورة البقرة وهو يأتي انشاء الله تعالى في سورة الأعراف { وأخذنا منهم ميثاقاً غليظاً } على ذلك { فبما نقضهم ميثاقهم } وما مزيدة للتوكيد أي منقض هؤلاء الذين تقدم ذكرهم من أهل الكتاب ، ميثاقهم عهودهم قيل : هم الذين كانوا في عهد النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) { وكفرهم بآيات الله } أي حججه ومعجزاته التي أظهرها على أنبيائه ، وقيل : كفرهم بمحمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) { وقتلهم الأنبياء بغير حق } من غير استحقاق القتل كزكريا ويحيى ( عليهما السلام ) { وقولهم قلوبنا غلف } قيل : ذات غلف مما تدعونا إليه لأنَّا لا نفهم منه شيء ، وقيل : غُلف أوعية للعلم وهي مع ذلك لا تفهم احتجاجك بما تحتج به ، وقيل : أوعية للعلم فلا تحتاج إلى علمك { بل طبع الله عليها } ، قيل : الطبع علامة جعلها الله تعالى على قلوبهم تدل الملائكة أنهم كفار ، وقيل : ذم { بكفرهم } أي بسبب كفرهم { فلا يؤمنون إلا قليلاً } .