Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 4, Ayat: 43-46)

Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { يأيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى } يعني لا تغشوها ولا تقربوها ، كقوله تعالى : { لا تقربوا الفواحش } [ الأنعام : 151 ] { ولا تقربوا الزنى } [ الإسراء : 32 ] ، وقيل : لا تقربوا مواضعها وهي المساجد وهذا حين كانت الخمر مباحة ، وروي أن عبد الرحمن بن عوف ( رضي الله عنه ) صنع طعاماً وشراباً ودعا نفراً من أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) حين كانت الخمر مباحة فأكلوا وشربوا فلما ثملوا وجاء وقت الصلاة قدموا أحدهم ليصلي بهم فقرأ : قل يأيها الكافرون أعبد ما تعبدون ، وأنتم عابدون ما أعبد ، فنزلت هذه الآية فكانوا لا يشربون في أوقات الصلاة فإذا صلّوا العشاء شربوها فلا يصبحون إلاّ وقد ذهب عنهم السكر وعلموا ما يقولون ثم نزل تحريمها ، وقيل : هو سكر النعاس ، وغلبة النوم ، قوله تعالى : { ولا جنباً إلا عابري سبيل } استثناء من عامة أحوال المخاطبين كأنه قال : لا تقربوا الصلاة في حال الجنابة إلا ومعكم حال أخرى تعتذرون فيها وهي حال السفر ، وقيل : لا تقربوا المسجد جنباً إلا مجتازين فيه إلى الماء إذا كان الطريق فيه إلى الماء أو كان الماء فيه ، وروي أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لم يأذن لأحد أن يمر بالمسجد ويجلس فيه وهو جُنب إلا لعلي بن أبي طالب ، قوله تعالى : { فتيممُّوا صعيداً طيباً } قيل : هو وجه الأرض تراباً كان أو غيره وإن كان صخراً لا تراب عليه لو ضرب المتيمم يده عليه ومسح كان ذلك طهوراً وهو مذهب أبي حنيفة قال ذلك جار الله ، { إن الله كان عفواً غفوراً } كناية عن الترخيص والتيسير ، قوله تعالى : { ألم ترَ إلى الذين أُوتوا نصيباً من الكتاب } نزلت في اليهود ، نصيباً : حَظَّاً في علم التوراة { يشترون الضلالة } يعني يستبدلونها بالهدى وهو البقاء على اليهودية بعد وضوح الآيات لهم على صحة نبوَّة رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وأنه هو النبي المبعوث العربي المبشر به في التوراة والإِنجيل ، قوله تعالى : { ويريدون أن تضلوا } أنتم أيها المؤمنون { السبيل } { والله أعلم بأعدائكم } وقد أخبركم بعداوة هؤلاء { وكفى بالله وليَّاً وكفى بالله نصيراً } فثقوا بولايته ونصرته دونهم أو لا تبالوا بهم فإن الله ينصركم عليهم ، قوله تعالى : { من الذين هادوا } بيان للذين أُوتوا نصيباً من الكتاب لأنهم يهود ونصارى ، وقيل : نزلت في ناس من اليهود كانوا يأتون النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فيخبرهم بما سألوه فإذا انصرفوا حرفوا كلامه ( عليه السلام ) ، قوله تعالى : { واسمع غير مسمع } كانوا يقولون دعاً له والمعنى اسمع لا سمعت ، وقيل : معناه اسمع أصمَّك الله ، وقيل : اسمع غير مجاب إلى ما تدعو { وراعنا ليَّاً بألسنتهم وطعناً في الدين } يريدون بذلك ذم رسول الله ( صلى الله عليه وآله سلم وتهزئته وسخرية في الدين ، ليَّاً بألسنتهم : فتلاً بها وتحريفاً : أي يفتلون بألسنتهم الحق إلى الباطل حيث يضعون ، رَاعِنَا موضع أنظرنا أو يلقون بألسنتهم ما يضمرونه من الشتم إلى ما يظهرونه من التوقير نفاقاً { ولكن لعنهم الله بكفرهم } أي طردهم من الجنة وأبعدهم عنها { إلا قليلاً } فيه قولان : أحدهما يريد عبد الله بن سلام وأصحابه ، والثاني يريد إيماناً قليلاً ضعيفاً ركيكاً .