Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 4, Ayat: 64-68)
Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وما أرسلنا من رسول } قط { إلا ليطاع بإذن الله } سبب إذن الله في طاعته وبأنه أمراً للمبعوث إليهم بأن يطيعوه ويتبعوه { ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤوك } قيل : " إن قوماً من المنافقين ائتمروا على مكيدة لرسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فأتاه جبريل فأخبره فقال : ان قوماً دخلوا يريدون أمراً لا ينالوه فليقوموا فليستغفروا الله حتى نستغفر لهم فلم يقوموا فقال : ألا تقومون ؟ فلم يفعلوا ، فقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " قم يا فلان " حتى عد اثني عشر رجلاً فقاموا وقال : " إخرجوا عنِّي " قال جار الله : { ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم } بالتحاكم إلى الطاغوت { جاؤوك } تائبين من النفاق { فاستغفروا الله } من ذلك بالاخلاص وبالغوا في الاعتذار إليك من إيذائك برد قضائك حتى انتصبت شفيعاً لهم إلى الله ومستغفراً { لوجدوا الله توَّاباً } أي فتاب عليهم { فلا وربك } معناه فوربك كقوله : فوربك لنسألنهم ولا مزيد للتأكيد معناه القَسَم ، وقيل : معناه فلا وربك أي خالقك ورازقك يا محمد وهي قسَم { لا يؤمنون } أي لا يكونوا مؤمنين بنبوَّتك { حتى يحكموك } يجعلوك حكماً أي يقرون أن الحكم إليك { فيما شجر بينهم } فيما اختلط من أمورهم وفيما اختلفوا فيه من المنازعات ، والآية نزلت في اليهودي والمنافق الذين قالوا : يحتكمون إلى الطاغوت { ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً } إذا حكمت بينهم لا يجدون في قلوبهم ضيقاً ، وقيل : شكَّاً { ويسلموا تسليماً } وينقادون يذعنون لما تأتي به من قضائك لا يعارضونه بشيء ، قال جار الله : سلم لأمر الله وأسلم له حقيقةً سلم نفسه له وأسلمها إذا جعلها سالمة له خالِصَةً وتسليماً تأكيداً للفعل بمنزلة تكرير كأنه قيل : تنقادون لحكمه انقياداً لا شبهة فيه بظاهرهم وباطنهم ، وقيل : نزلت في شأن المنافق واليهودي ، وقيل : " في شأن الزبير وحاطب بن أبي بلتعة حين اختصما إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في سراح من الحرة كانا يسقيان به النخل فقال : " إسق يا زبير ثم أرسل الماء إلى جارك " فغضب خاطب وقال : لئن كان ابن عمتك فتغير وجه رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ثم قال : " اسق يا زبير ثم احبس حتى يبلغ الجدار واستوف حقك ثم أرسله إلى جارك " كان على الزبير برأي فيه السعة ولخصمه فلما احفظ رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) استوعب الزبير حقه في صريح الحكم ثم خرجا إلى المقداد فقال قائل : إن هؤلاء يشهدون به رسول الله ثم يتهمونه في قضاء يقضي بينهم " { ولو أنَّا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم } أي لو أوجبنا عليهم مثل ما أوجبنا على بني إسرائيل من قتل أنفسهم أو خروجهم من ديارهم حتى استتيبوا من عبادة العجل ما فعلوه { إلا } ناس { قليل منهم } وهذا توبيخ عظيم ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به من اتِّباع رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وبحكمه وطاعته والانقياد لما يراه { لكان خيراً } في عاجلهم وآجلهم { وأشد تثبيتاً } لإِيمانهم { وإذاً } جواز السؤال مقدر كأنه قيل : وماذا يكون لهم بعد التثبت ، فقيل : { وإذاً لآتيناهم من لدنا أجراً عظيماً ولهديناهم } وللطفنا بهم ووفقناهم .