Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 4, Ayat: 80-84)

Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ من يطع الرسول فقد أطاع الله } لأنه لا يأمر إلا بما أمر الله به ولا ينهى إلا عن ما ينهي الله عنه { ومن تولى } عن الطاعة فأعرض { فما أرسلناك } إلا نذيراً لا حافظاً ومهيمناً عليهم تحفظ عليهم أعمالهم وتحاسبهم عليها وتعاقبهم ، كقوله : { وما أنت عليهم بوكيل } [ الأنعام : 107 ] { ويقولون } إذا أمرتهم بشيء { طاعة فإذا برزوا من عندك } ، الآية ، نزلت في المنافقين ، ومعنى : { بيَّت طائفة } زوّرت طائفة وسوَّت { غير الذي تقول } خلاف ما قلت وما أمرت به { والله يكتب ما يبيتون } يبيّته في أعمالهم ويجازيهم عليه أو يكتبه في جملة ما يوحي إليك فيطلعك على أسرارهم { فأعرض عنهم } ولا تحدث نفسك بالانتقام منهم { وتوكّل على الله } في شأنهم { أفلا يتدبرون القرآن } يعني هلاّ تأملوا في تفسيره وتدبروا في تأويله وتفكّروا في حججه ودلائله { لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً } يعني لو كان من عند غير الله لكان الكثير منه مختلفاً متناقضاً ، { وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف اذاعوا به } الآية نزلت في المنافقين روي أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) كان يبعث بالسرايا فإذا غلبوا أو غُلبوا بادر المنافقين بالاستخبار عن حال السرايا فيفشونه ويتحدثون به قبل أن يتحدث به رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ولو ردوا ذلك إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وإلى أولي الأمر منهم وهم كبار الصحابة البصراء بالأمور والذين كانوا يؤمرون منهم { لعلمه } يعني لعلم تدبير ما أخبروا { الذين يستنبطونه } الذين يستخرجون تدبره بفطنهم وتحاربهم ومعرفتهم بأمور الحرب { ولولا فضل الله عليكم ورحمته } وهو إرسال الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وإنزال الكتاب والتوفيق { لاتبعتم الشيطان } لبقيتم على الكفر { إلا قليلاً } منكم { فقاتل في سبيل الله } إن أفردوك أو تركوك وحدك { لا تكلف إلا نفسك } وحدها أن تقدمها إلى الجهاد فإن الله ناصرك ، وقيل : نزلت الآية في بدر الصغرى وذلك أن أبا سفيان كان وعد رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إلى بدر فخرج النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وما معه إلاَّ سبعون حتى أتى موسم بدر فكفاهم الله بأس العدو ولم يوافقهم أبو سفيان للميعاد ولم يكن فتالاً ولو لم يتبعه أحدٌ لخرج { عسى الله أن يكف بأس الذين كفروا } وهم وفدٌ كف بأسهم ، وقيل : هو عامٌّ { والله اشد بأساً } من قريش { وأشد تنكيلاً } .