Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 4, Ayat: 94-96)

Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ يأيها الذين امنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا } " الآية نزلت في رجل من أهل فدك اسلم لم يسلم من قومه غيره لقيته سرية لرسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ومعه غنيمات له فقال : السلام عليكم لا إله إلا الله محمد رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أنا مسلم ، فبدر اليه بعضهم فقتله ، فلما اخبروا بذلك رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال : " لم قتلته وقد أسلم ؟ " قال : انما قالها متعوداً ، فقال : " هل شققت عن قلبه ؟ " ثم حمل رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ديّته الى اهله ورد عليهم غنمه واختلفوا في اسم القاتل فقيل : هو أسامة ، قال أسامة يا رسول الله استغفر لي قال : " فكيف بلا إله إلا الله " قال أسامة : فما زال يعيدها حتى وددت اني لم أكن اسلمت إلا يومئذ ثم استغفر لي وقال اعتق رقبة " رواه في الكشاف ، وأما الذي رواه شهاب الذين أحمد بن مفضل رحمه الله وذكره في الحاكم " وروي أيضاً في النزول أن اسم القاتل يحكم وكان بعثه رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فيمن بعث فلقيه عامر بن الاصبط فحياه بتحية الاسلام وكان بينهما احنّة فرماه بسهم فقتله فلما جاء الى النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) جلس بين يديه فقال له ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " لا غفر الله لك " وما مضت ساعة حتى مات ودفنوه فلفظته الأرض فقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " ان الارض تقبل من هو شر منه ولكن الله اراد أن يعظم حرمتكم " فلما نزلت الآية حلف أسامة لا يقتل رجلاً قال لا إله إلا الله { تبتغون عرض الحياة الدنيا } تطلبون الغنيمة التي هي حطام سريع النفاد فهو الذي يدعوكم الى ترك التثبيت { فعند الله مغانم كثيرة } تغتنم عن قتل رجل يظهر الاسلام { كذلك كنتم من قبل } أول ما دخلتم الإِسلام سمعت منكم كلمة الشهادة فحقنت دماؤكم وأموالكم { فمنّ الله عليكم } بالاستقامة والاشهار بالإِيمان والتقدم وإن صبرتُم على ما فيه فعليكم أن تفعلوا بالداخلين في الاسلام كما فعل بكم وأن تعتبروا ظاهر الاسلام { لا يستوي القاعدون من المؤمنين } لما نزلت الآية في فضل الجهاد جاء ابن أم مكتوم إلى النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وقال : قد نزلت في الجهاد وما علمت وأنا لا الجهاد فهل لي رخصة ؟ فنزل { غير أولي الضرر } روي ذلك عن ابن عباس يعني أولي العذر { والمجاهدون في سبيل الله } يعني الذين جاهدوا في سبيل الله ونصروا نبيَّه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) { فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة } أي منزلة { وكلا وعد الله الحسنى } يعني المؤمنين القاعدين لعذر ، والحسنى قيل : كل خير ، وقيل : الحسنة { وفضل الله المجاهدين على القاعدين } غير أولي الضرر { أجراً عظيماً درجات منه } قيل : منازل بعضها أعلى من بعض منازل الكرامة لأن النعم على مراتب بعضها أعلى من بعض ، وقيل : هي الدرجات .