Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 40, Ayat: 49-57)

Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وقال الذين في النار لخزنة جهنم } وهم الملائكة { ادعوا ربّكم } أي كونوا شفعاء لنا عند الله { يخفف عنَّا يوماً من العذاب } وقد علموا أنه لا يكون وإنما قالوا تحسراً من شدة العذاب ، فتجيبهم الخزنة ، وقيل : لا تجيبهم إلا بعد ألف سنة ثم يقولوا : { قالوا أولم تك تأتيكم رسلكم بالبينات } بالحجج على التوحيد والعدل { قالوا بلى قالوا فادعوا } ، قيل : يقولون الشفاعة فيكم غير مقبولة فادعوا أنتم فدعاؤنا ودعاؤكم واحد في أنه لا يجاب { وما دعاء الكافرين إلاَّ في ضلال } أي هلاك لأنه لا يزيدهم إلا يأساً وقنوطاً { إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا } ، قيل : ننصرهم بوجوه النصر : فمنها النصر بالحجة ، ومنها النصر بالغلبة في الحروب ، ومنها النصر بالهلاك للعدو وتعذيبهم { ويوم يقوم الأشهاد } ، قيل : الملائكة والنبيون والمؤمنون أن يشهدون على الخلق واليوم يوم القيامة ، وقيل : أراد الحفظة والأنبياء والمؤمنين من أمة محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ليكونوا شهداء على الناس { يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم } وهو قولهم إن كنَّا لكم تبعاً ، وقيل : لأنهم يعتذرون بالباطل { ولهم اللعنة } أي البعد من رحمة الله { ولهم سوء الدار } شر منقلب وهو الجحيم { ولقد آتينا موسى الهدى } يعني الحجج والبينات { وأورثنا بني إسرائيل الكتاب } أي التوراة { هدى وذكرى } مواعظ ، وقيل : يذكر شرائع دينهم { لأولي الألباب } ، قيل : لمن يستعمل عقله ويتفكر ، وقيل : للعلماء ، ثم عاد الخطاب إلى النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فقال سبحانه : { فاصبر } يا محمد فإنا ننصرك كما نصرنا موسى وإن أذاك قومك ، وقيل : الخطاب للمؤمنين كأنه قال : فاصبر أيها السامع { إن وعد الله حق } وهو وعده بإهلاك أعدائه وإظهار وعده { واستغفر لذنبك } ، قيل : صغيرة تقدمت منك ، وقيل : استعمل الصبر قبل وقته { وسبّح بحمد ربك } أي نزهه بإضافة النعم إليه { بالعشي والإِبكار } من زوال الشمس إلى الليل ومن طلوع الفجر إلى طلوع الشمس ، وقيل : هي كناية عن الصلوات الخمس ، وقيل : أراد طرفي الفجر والعصر { إن الذين يجادلون في آيات الله } نزلت في اليهود كانوا يجادلوا في القرآن حسداً عن ابن عباس ، وقيل : كانوا يقولون صاحبنا المسيح ، يعني الدجال يخرج في آخر الزمان فيبلغ سلطانه البر والبحر ورد الملك الينا وتسير معه الأنهار فأنزل الله فيهم هذه الآيات ، يعني { بغير سلطان } حجة { أتاهم } من جهة { إن في صدورهم } أي في قلوبهم { إلا كبر } يتكبرون عن قبول الحق واتباع الرسل حسداً { ما هم ببالغيه } ، قيل : في صدورهم عظمة ما هم ببالغيه لأنهم يصيرون إلى الذل { فاستعذ بالله } أي اعتصم به يكفيك شرهم { إنه هو السميع البصير } لأقوال هؤلاء الذين خالفوا وجادلوا بالباطل العليم بضمائرهم { لخلق السماوات والأرض أكبر من خلق الناس } يعني خلق السماوات والأرض أعجب وأعظم من البعث { ولكن أكثر الناس لا يعلمون } يعني الكفار .