Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 41, Ayat: 50-54)
Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ ولئن أذقناه رحمة منَّا } أي نعمة وعافية { من بعد ضراء مسّته } أي بعد شدة نالته في ماله ونفسه وأولاده ، فإذا أتاه النعمة جهل فضل الله ولم يشكر نعمه ، بل يعتقد أنه من علمه وتدبيره ويقول : هذا لي أنا أحق به لأنه بفضل علمي حصل { وما أظن الساعة قائمة } على ما وعدته الأنبياء { ولئن رجعت إلى ربي } على التقدير لا على التحقيق ، يعني لا تقوم الساعة ولئن قامت و { رجعت } إلى الله على ما تزعمون ، فـ { إن لي عنده للحسنى } ، قيل : شفاعة الأصنام ، وقيل : لأنه أعطانا في الدنيا وذلك لمنزلة لنا عنده فيعطينا كذلك في أمر الآخرة ، فأمن أمر الدنيا في الآخرة ، وعن بعضهم : للكافر أمنيتان : يقول في الدنيا : { ولئن رجعت إلى ربي إن لي عنده للحسنى } ، ويقول في الآخرة : { يا ليتني كنت تراباً } [ النبأ : 40 ] ، وقيل : نزلت في الوليد بن المغيرة { فلننبئن الذين كفروا } بحقيقة ما عملوا من الأعمال الموجبة للعذاب { ولنذيقنّهم من عذاب غليظ } ، قيل : شديد ، وقيل : دائم ، وقيل : متراكم أنواع العذاب { وإذا أنعمنا على الإِنسان أعرض } عن شكر الله الإِعراض والتولي والإِدبار نظائر { ونأى بجانبه } النأي بالجانب التباعد عن طريق الاستكبار ، وأصل النأي البعيد { وإذا مسَّه الشر فذو دعاء عريض } أي إذا نالته مصيبة ضجر وإذا نالته نعمة بطر ، والدعاء العريض الكثير { قل } يا محمد لهؤلاء { أرأيتم إن كان } هذا القرآن { من عند الله } يعني إنما أنتم عليه من إنكار القرآن وتكذيبه ليس بأمر صادر عن حجة قاطعة وإنما هو كفر منكم به وكذبتم { ومن أضل ممن هو في شقاق بعيد } أي عصيان ومفارقة عن الحق ، أي من أضل منكم ومن أشد معصية { سنريهم آياتنا في الآفاق } ما كان من الفتوح فيها { وفي أنفسهم } فتح مكة ، وقيل : في أنفسهم البلايا والأمراض ، وقيل : في الآفاق الفتح لمحمد ، وقيل : الآفاق وقائع الله في الأمم وفي أنفسهم يوم بدر ، وقيل : في الآفاق الأقطار من الأرض وفي السماء من الشمس والقمر والنجوم والنبات والأشجار والأنهار والبحار والجبال ، وفي أنفسهم من لطيف الصنعة وبديع الحكمة ، وقيل : في الآفاق ما كان النبي يخبرهم من الحوادث ، وفي أنفسهم ما كان بمكة من انشقاق القمر { حتى يتبين لهم أنه الحق } أي يظهر لهم أن القرآن حق ، وقيل : الإِسلام ، وقيل : محمد حق { أولم يكف بربك أنه على كل شيء شهيدٌ } ، قيل : هو وعد للمؤمنين ووعيد للكافرين أنه يجازي كل أحد بعمله وينصف المظلوم من الظالم { ألا إنهم في مرية من لقاء ربهم } في شك من لقائه { ألا إنه بكل شيء محيط } عالم .