Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 43, Ayat: 61-71)

Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وإنه لعلم للساعة } وقرئ شاذ لَعَلَمٌ ، يعني نزوله علم للساعة ، وقيل : القرآن دليل القيامة لأنه آخر الكتب ، وقيل : إذا نزل المسيح وقع التكليف ، وقيل : الدجال ويخرب البيع والكنائس ، فإن قيل : بماذا يأمر عند نزوله بشريعته أم بشريعة محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ؟ قال : فيه ثلاثة أقوال : الأول أنه لا يأمر إلا بشريعة النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، والثاني لا يأمر إلا بشريعته ، والثالث أنه يبقي نفسه على شريعته ويأمر بشريعة النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) { فلا تمترن بها واتبعونِ } في عبادة الله { هذا صراط مستقيم } { ولا يصدَّنكم الشيطان إنه لكم عدوّ مبين } هي العداوة { ولما جاء عيسى بالبينات } يعني بالمعجزات الدالة على نبوته { قال قد جئتكم بالحكمة } { ولأبيّن لكم بعض الذي تختلفون فيه } أي أظهر الحق من الباطل { فاتقوا الله } أي اتقوا معاصيه { وأطيعون } فيما أوحي إليَّ { إن الله هو ربي وربكم فاعبدوه هذا صراط مستقيم } طريق واضح { فاختلف الأحزاب } أي الجماعات { من بينهم } قيل : اختلف اليهود والنصارى في أمر عيسى فزعمت النصارى أنه إله وزعمت اليهود أنه من غير رشدة ، وقيل : هو اختلاف النصارى بينهم بعضهم قالوا : إله ، وبعضهم قالوا : ابنه ، وبعضهم قالوا : ثالث ثلاثة { فويل للذين ظلموا } لمخالفتهم من هؤلاء الأحزاب { من عذاب يوم أليم } { هل ينظرون } هؤلاء الكفار ما ينظرون بعد ورود الرسول والقرآن { إلاَّ الساعة } أي القيامة { أن تأتيهم بغتة وهم لا يشعرون } لا يعلمون وقت قيامها { الأخِلاَّء يومئذ } المتواصلين في معصية الله يوم القيامة { بعضهم لبعض عدوّ } لأنها كانت موافقة على شيء يورث سوء العاقبة { إلاَّ المتقين } الأخلّة المتصادقين في الله فإنها الخلة الباقية ، وقيل : إلا المتقين المجتنبين خلة السوء ، وقيل : نزلت في أبي بن خلف وعقبة بن أبي معيط ، وقيل : المتقين المتحابين في الله وفي طاعته ، وقيل : إذا مات المؤمن بشر بالجنة فيذكر صاحبه فيجمع بينهما في الجنة وإذا مات الكافر وجمع بينه وبين قرينه في النار { يا عبادِ } أي ويقال لهم يا عبادي { لا خوف عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون } { الذين آمنوا بآياتنا وكانوا مسلمين } منقادين لله مطيعين { ادخلوا الجنة أنتم وأزواجكم } قيل : نساؤهم التي كانت لهم في الدنيا ، وقيل : الحور العين عن أبي علي والقاضي { تحبرون } تنعمون ، وقيل : تكرمون { يطاف عليهم } يعني الوصائف والوصفاء والحور يطوفون عليهم { بصحاف من ذهبٍ وأكواب } أباريق { وفيها } أي وفي الجنة { ما تشتهيه الأنفس } من أنواع النعم { وتلذ الأعين وأنتم فيها خالدون } دائمون .