Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 46, Ayat: 7-10)
Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وإذا تتلى عليهم } على هؤلاء الكفار { آياتنا } قيل : آيات القرآن { بينات } واضحات ظاهرات { قال الذين كفروا للحق } وسائر الحجج { لمَّا جاءهم هذا سحرٌ مبين } { أم يقولون افتراه } واختلقه من عنده كذباً { قل إن افتريته } يعني كذبت في هذا القرآن أنه منزّل { فلا تملكون لي من الله شيئاً } أي لا تقدرون على دفع ما يريد الله بي { هو أعلم بما تفيضون فيه } أي تتحاورون به بينكم وتخوضون فيه { كفى به شهيداً بيني وبينكم وهو الغفور } لذنوب التائبين { الرحيم } بعباده قيل : يخوضون في أمر محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وتكذيبه ، وقيل : في القرآن غفور لم يعاجلهم بل انظرهم ، رحيم يقبل توبتهم { قل } يا محمد { ما كنت بدعا من الرسل } أي ما أنا بأول رسول ، يعني إذا لم أكن بأول رسول وقد خلت من قبلي الرسل فلم تنكروني ؟ قال جار لله : ما كنت بدعاً من الرسل فآتيكم بكل ما تقترحونه وأخبركم بكل ما تسألون عنه ، وإن الرسل لم يكونوا يأتون إلا ما آتاهم الله من آياته ولا يخبرون إلا بما أوحي إليهم ، ولقد أجاب موسى فرعون في قوله تعالى : { قال فما بال القرون الأولى } [ طه : 51 ] ، قال : { علمها عند ربي } [ الأعراف : 187 ] { وما أدري ما يفعل بي ولا بكم } ، وقيل : معناه لا أدعي علم غيب ولا معرفة ما يفعل بي ولا بكم من إحياء ولا إماتة والنعمة والجدب إلا أن يوحى إليَّ في ذلك شيء فاتبعه ، وقيل : من صحة ومرض وغنى وفقر ، وقيل : في أمر الهجرة أي لا أدري أترك ها هنا أو أؤمر بالهجرة إلى موضع آخر ، وقيل : لما اشتد البلاء بأصحاب محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) رأى فيما يرى النائم وهو بمكة … ، فقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لأصحابه : " رأيت كذا وكذا فلا أدري ما يكون ذلك ؟ " ، فنزلت الآية ، وقيل : لا أدري فيما لم يوح إلي فأعلم { إن أتبع إلاَّ ما يوحى إلي وما أنا إلا نذير مبين } { قل } يا محمد { أرأيتم إن كان من عند الله } يعني القرآن { وكفرتم به } ألستم ظالمين { وشهد شاهد من بني إسرائيل } هو عبد الله بن سلام " لما قدم رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) المدينة نظر إلى وجهه فعلم أنه ليس بوجه كذاب ، وتأمله فتحقق أنه هو النبي المنتظر وقال : إني اسألك عن ثلاث لا تظهر إلا لنبي : ما أول أشراط الساعة ؟ وما أول طعام يأكله أهل الجنة ؟ والولد يفزع إلى أبيه أو إلى أمه ؟ فقال ( عليه السلام ) : " أما أول أشراط الساعة فنار تحشرهم من المشرق إلى المغرب ، وأما أول طعام يأكله أهل الجنة فزائدة كبد حوت ، وأما الولد فإذا سبق ماء الرجل نزعه وإن سبق ماء المرأة نزعته " ثم قال : أشهد أنك رسول الله حقاً ، فقال : يا رسول الله ان اليهود قوم بهت وأنه إن علموا بإسلامي قبل أن تسألهم عني بهتوني عندك ، فجاءت اليهود فقال رسول الله : " أي رجل عبد الله فيكم ؟ " ، فقالوا : حبرنا وابن حبرنا وسيدنا وابن سيدنا ، فقال : " أرأيتم ان أسلم عبد الله ؟ " ، قالوا : أعاذه الله من ذلك ، فخرج إليهم عبد الله فقال : أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله ، قالوا : شرنا وابن شرنا ، فقال : هذا ما كنت يا رسول الله أخاف وأحذر " ، قال سعد بن أبي وقاص ، ما سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يمشي على الأرض انه من أهل الجنة إلا عبد الله بن سلام ، وفيه نزلت : { وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثله } الضمير للقرآن أي على مثله في المعنى وهو ما في التوراة من المعاني المطابقة لمعاني القرآن من التوحيد والوعد والوعيد وغير ذلك ، ويدل عليه قوله تعالى : { وإنه لفي زبر الأولين } [ الشعراء : 196 ] { إن هذا لفي الصحف الأولى } [ الأعلى : 18 ] { إن الله لا يهدي القوم الظالمين } ، قيل : إلى الجنة ، وقيل : إلى زيادة الألطاف .