Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 5, Ayat: 14-17)
Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ ومن الذين قالوا إنَّا نصارى أخذنا ميثاقهم } قيل : بالاقرار بتوحيد الله ، وأن عيسى عبده ورسوله ، وبجميع الأنبياء ، وقيل : بجميع ما أمرهم به من الميثاق وغيرهم فنقضوا ذلك { فنسوا } أي تركوا { حظاً } نصيباً { ممَّا ذكروا به } من الميثاق ، وقيل : من الكتاب { فأغرينا بينهم العداوة والبغضاء } وقيل : بين اليهود والنصارى { إلى يوم القيامة } يعني عداوة تبقى بينهم إلى يوم القيامة { وسوف ينبئهم الله } أي يخبرهم { بما كانوا يصنعون } يجازيهم { يا أهل الكتاب } خطاب لليهود والنصارى ولما أخبرهم تعالى عن الفريقين مما تقدم جمعهم في المخاطبة وذكرهم ما أتاهم النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) من أسرار كتبهم احتجاجاً عليهم فقال سبحانه : { يا أهل الكتاب } يا معشر اليهود والنصارى { قد جاءكم رسولنا } يعني محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) { يبين لكم كثيراً مما كنتم تخفون من الكتاب } يعني يظهر لكم كثيراً مما أخفيتم من التوراة والإِنجيل ، وقيل : صفة محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ووجوب الإِيمان به ، وقيل : رجم الزانيين وقد كانوا أخفوا أشياء قد كانوا حرفوها ، وقيل : أسرار كتبهم لبلاء يكون حجة عليهم كالبشارة بمحمد ، وحديث عيسى ، وحديث المسيح الذي كان فيهم ، ولم تكن العرب تعرفه { ويعفواْ عن كثير } يصفح عن كثير منهم بالتوبة أو يعفو عن كثير مما تخفونه لا يبينه { قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين } النور النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) والكتاب القرآن ، وقوله : { يهدي به الله } قيل : بالنبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وقيل : بالقرآن { من اتبع رضوانه } يعني الإِيمان وتصديق النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، { سبل السلام } هو دين الله الذي شرعه للعباد وهو الإِسلام ، وقيل : يهديه إلى طريق الجنة وهو دار الإِسلام { ويخرجهم من الظلمات إلى النور } يعني يخرج بالقرآن وبالرسول عباده من ظلمة الكفر إلى نور الإِسلام { بإذنه } بأمره { ويهديهم إلى صراط مستقيم } قيل : طريق وهو دين الإِسلام ، وقيل : إلى طريق الجنة { لقد كفر الذين قالوا إنَّ الله هو المسيح ابن مريم } قال جار الله : معناه بت القول على أن الله هو المسيح ابن مريم لا غير قيل : كان في النصارى قوم يقولون ذلك ما صرحوا به ولكن مذهبهم يؤدي إليه حيث اعتقدوا أنه يخلق ويحيي ويميت ويدبر أمر العالم { قل فمن يملك من الله شيئاً } فمن يمنع قدرته ، ومشيئته شيئاً { إن أراد أن يهلك } من دعوه إلهاً { المسيح ابن مريم وأمه } دلالة على أن المسيح عبد مخلوق كسائر العباد { و } أراد بعطف { من في الأرض } على { المسيح ابن مريم وأُمَّهُ } انهما من جنسهم لا تفاوت بينهما في البشرية { يخلق ما يشاء } أي يخلق ما يشاء من ذكر وأنثى ويخلق من انثى من غيره ، كما خلق عيسى ويخلق من غير ذكر ولا أنثى كما خلق آدم ويخلق ما يشاء كما خلق الطير على يد عيسى معجزة له وكان يحي الموتى وأبرأ الأكمه والأبرص .