Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 5, Ayat: 1-2)

Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ يأيها الذين آمنوا } خطاب للمؤمنين { أوفوا بالعقود } أراد المواثيق يقال وفاء بعهده وهي عقود الله التي عقدها على عباده وألزمهم إياها من وجوب التكليف ، وقيل : هي ما يعقدون بينهم من عقود الأمانات ويتحالفون عليه ويمسون من المبايعات ونحوها ، والظاهر أنها عقود الله عليهم في دينهم من تحليل حلاله وتحريم حرامه ، والعقد العهد الموثوق منه بعقد الحبل { أحلّت لكم بهيمة الأنعام } أراد الأزواج الثمانية ، وقيل : أراد الضبا وبقر الوحش ونحوها ، والبهيمة كل ذات أربع في البر والبحر ، وسميت بهيمة لأنها أبهمت أن تميز وكل حي لا يميز فهو بهيمة ، وروي عن ابن عباس ( رضي الله عنه ) أنه وجد في بطن بقرة ذبحت جنين فأخذه بيده وقال : هذا من بهيمة الأنعام { إلا ما يتلى عليكم } من القرآن من نحو قوله : { حرمت عليكم الميتة والدم } [ المائدة : 3 ] { غير مُحلِّي الصيد وأنتم حرم } أي لا تحلوا الصيد وأنتم حرم أي محرمون { إن الله يحكم ما يريد } يعني يحكم في خلقه ما يريد من التحريم والتحليل على ما يعلم من المصلحة { يأيها الذين آمنوا لا تحلُّوا شعائر الله } من مواقيت الحج ورمي الجمار والطواف والسعي وأفعال علامات الحج { ولا الشهر الحرام } شهر الحج واختلفوا في الشهر قيل : الأشهر الحرم ، وقيل : ذا القعدة ، وقيل : رجب ، وقيل : الآية منسوخة بقوله : { فاقتلوا المشركين } [ التوبة : 5 ] { فلا يقربوا المسجد المسجد الحرام } [ التوبة : 28 ] وقيل : إنها محكمة والمراد بها المؤمنون ، وقد قيل : لا نسخ في المائدة { ولا الهدي } الهدي ما أهدي إلى البيت وتقرب به إلى الله من النسائك { ولا القلائد } القلائد جمع قلادة وهو ما قلّد به الهدي من نعل أو غيره { ولا آمِّين البيت الحرام } قاصدوه وهم الحجاج والعمار وإحلال هذه الأشياء أن يتهاون بحرمة الشعائر ، يعني لا تحلُّوا قوماً قاصدين المسجد الحرام { يبتغون فضلاً من ربهم } وهو الثواب ، وقيل التجارة { ولا يجرمنكم شنآن قوم } والشنآن شدة البغض ، ومعنى لا يحملكنم ومعنى صدّهم إياهم { عن المسجد الحرام } منع رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أهل مكة يوم الحديبية { أن تعتدوا } عليهم فتقتلوهم { وتعاونوا على البر والتقوى } يعني على العفو والإِغضاء { ولا تعاونوا على الإِثم والعدوان } على الانتقام .