Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 5, Ayat: 43-45)
Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { وكيف يحكمونك } تعجب من تحكيمهم لمن لا يؤمنون به ولا بكتابه مع أن الحكم منصوص في كتبهم { ثم يتولون من بعد ذلك } يعني ثم يعرضون من بعد حكمك الموافق لما في كتبهم لا يرضون به { وما أولئك بالمؤمنين } بكتابهم كما يزعمون أو { وما أولئك } بالكاملين في الايمان على سبيل التهكم بهم ، قوله تعالى : { الذين أسلموا } صفة للنبيين على سبيل المدح ، قوله تعالى : { للذين هادوا والربَّانِيون والأحبار } الرهبان والعلماء من ولد هارون الذين التزموا طريقة النبيين وجانبوا دين اليهود ، وقيل : الربانيون العلماء ، والأحبار القراء ، وقيل : الربانيون الولاة والأحبار العلماء ، وقيل : الربانيون علماء اليهود والأحبار علماء النصارى ، قوله تعالى : { بما استحفظوا من كتاب الله } أي حفظوه من التبديل والتغيير { وكانوا عليه شهداء } أي رقباء لئلا يبدل والمعنى يحكم بأحكام التوراة النبييون بين موسى وعيسى وكان بينهما ألف نبي { للذين هادوا } يحملونهم على أحكام التوراة ولا يتركونهم أن يعدلوا عنها كما فعل محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) من حملهم على حكم الرجم وإرغام أنوفهم بما استحفظهم أنبياءهم من كتاب الله والقضاء به وبسب كونهم شهداء ، وكذلك حكم الزانيين والأحبار المسلمين { فلا تخشوا الناس } نهي للحكام { ولا تشتروا بآياتي ثمناً قليلاً } وهي الرشوة وابتغاء الجاه ورضى الناس كما عرف اليهود كتاب الله وغيَّروا أحكامه طمعاً في الدنيا وطلباً للرئاسة ، قوله تعالى : { ومن لم يحكم بما أنزل الله } مستهيناً به { فأولئك هم الكافرون } وفي الثانية : { الظالمون } وفي الثالثة : { الفاسقون } قيل : كلها بمعنى الكفر وعبَّر عنها بألفاظ مختلفة اجتناب صورة التكرار ، وقيل : الكافرون نزلت في حكام المسلمين ، والظالمون في اليهود ، والفاسقون في النصارى ، وقيل : أراد بالظالمين والكافرين والفاسقين اليهود ، وقيل : هم حكام أمة محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وعن ابن مسعود هو عام في اليهود وغيرهم { وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس } الآية ، يعني النفس مأخوذة بالنفس مقتولة بها إذا قتلها بغير حق وكذا العين مفقوءة بالعين ، والأنف مجدوعة بالأنف ، والأذن مصلومة بالأذن ، والسن مقلوعة بالسن { والجروح قصاص } يعني ذوات قصاص ، ومعناه ما يكون فيه القصاص ويعلم المساواة { فمن تصدق } من أصحاب الحق { به } أي بالقصاص وعفى عنه { فهو كفارة له } يكفر الله به من سيئاته ، قيل : يهدم عنه من ذنوبه بقدر ما تصدق به .