Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 51, Ayat: 1-14)

Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ والذاريات } وهي جمع ذارية وهي ذرت التراب إذا طيرته ، وهو الريح الوسط فإذا زادت فهي عاصف ، سُئِل أمير المؤمنين وهو يخطب على المنبر ما { الذاريات ذرواً } ؟ قال : " الرياح " { فالحاملات وقراً } قال : " السحاب " { فالجاريات يسراً } قال : " السفن " { فالمقسمات أمراً } قال : " الملائكة " ، وقيل : الذاريات الرياح تحمل السحاب التي قد أوقرها بثقله من بلد إلى بلد ، { والجاريات يسراً } قيل : السحاب تجري بما يسّر الله لها ، { فالمقسمات أمراً } الملائكة يقسمون ما كلفها الله تعر من أرزاق العباد ، وقيل : المقسمات أيضاً الرياح تقسم المطر فيصيب قوماً دون قوم وبلداً دون بلد { إنَّما توعدون } من الثواب والعقاب { لصادق } أي بصدق { وإن الدين } قيل : الجزاء ، وقيل : الحساب { لواقع } كائن لا محالة { والسماء ذات الحبك } قيل : اقسم بنفس السماء لما فيها من الدلائل على صانع قادر عالم وما فيها من عجائب الصنعة ، وقيل : القسم برب السماء ذات الحبك ، قيل : ذات الخلق الحسن المستوي ، وقيل : ذات الزينة ، وقيل : ذات الطرائق { إنكم لفي قول مختلف } في الدين ، وقيل : في النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ويقولون : شاعر ساحر كذّاب مجنون ، وقيل : في البعث ، وقيل : في القرآن { يؤفك عنه من أفك } يصرف عن الحق من أفك وقيل : الصارف علماء السوء وأئمة الضلال ورؤساء البدع لأن القوم تبع لهم { قتل الخرّاصون } لُعِنَ الكذابون ، وقيل : المرتابون ، وقيل : الكهنة { الذين هم في غمرة ساهون } { يسألون أيان يوم الدين } يعني متى يوم الدين وهو وقت الجزاء إنكارٌ واستهزاء فقال تعالى : { يوم هم على النار يفتنون } أي يعذبون ويحرقون وتقول لهم الخزنة : { ذوقوا فتنتكم هذا الذي كنتم به تستعجلون } .