Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 52, Ayat: 1-16)

Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ والطور } الجبل الذي كلم الله عليه موسى ( عليه السلام ) ، قال مجاهد : أقسم الله به لعجيب خلقه وما أودع فيه من عجيب خلقته وأنواع نعمته وهو بالأرض المقدسة واسمه رأس وهو بمدين { وكتاب مسطور } قيل : هو الكتاب الذي فيه الأعمار ، والمسطور المكتوب ، قال الله تعالى : { ونخرج له يوم القيامة كتاباً يلقاه منشوراً } [ الإسراء : 13 ] وقيل : ما كتب الله لموسى وهو يسمع صرير القلم ، وقيل : اللوح المحفوظ ، وقيل : القرآن { في رقٍّ منشور } مبسوط { والبيت المعمور } قيل : بيت في السماء حيال الكعبة يعمر بكثرة صلاة الملائكة ، عن أمير المؤمنين وابن عباس قيل : هو في السماء الرابعة ، وقيل : في السماء السابعة يعمره الملائكة بالعبادة ، وقيل : يدخله كل يوم سبعون ألف ملك ثم لا يعودون إليه ، وقيل : هذا البيت أنزل مع آدم من الجنة ، ثم حمل أيام الطوفان إلى السماء ، وقيل : هي الكعبة معمورة بالحج والعمرة وهو أول مسجد وضع للعبادة في الأرض { والسقف المرفوع } يعني السماء { والبحر المسجور } المملوء ، وقيل : الموقد من قوله : { وإذا البحار سجرت } [ التكوير : 6 ] ، وروي أن الله تعالى يجعل يوم القيامة البحار كلها ناراً يسجر بها نار جهنم ، وعن علي ( عليه السلام ) أنه سأل يهودياً : " أين تكون النار في كتابكم ؟ " قال : في البحر ، قال علي : " ما أراه إلا صادقاً ، لقوله : { والبحر المسجور } " { إن عذاب ربك لواقع } جواب القسم لواقع أي نازل بأهله { ما له من دافع } يدفعه ويمنعه { يوم تمور السماء موراً } قيل : تدور دوراناً ، وقيل : تحرك ، وقيل : تموج ، وقيل : تضطرب { وتسير الجبال سيراً } أي تمور عن أماكنها وتصير هباء منبثاً ، وكل ذلك من أشراط القيامة { فويل يومئذ للمكذبين } أي العذاب يومئذ للمكذبين { الذين هم في خوض يلعبون } أي في كلام باطل يخوضون ويلعبون ، وقيل : غافلين عن ذلك { يوم يدعون إلى نار جهنم } أي يدفعون إليها ارعاباً ، قيل : إن الخزنة يغلون أيديهم إلى أعناقهم ويجمعون نواصيهم إلى أقدامهم ، ثم يدفعون إلى النار على وجوههم فإذا قربوا عاينوا العذاب على ما أخبر به ، قيل لهم : { هذه النار التي كنتم بها تكذبون } { أفسحر هذا } يعني كنتم تقولون للوحي سحراً فهذا سحراً المصادف ، وجعلت الفاء لهذا المعنى { أم أنتم لا تبصرون } كما كنتم لا تبصرون في الدنيا وهذا تقريع وتهكم { اصلوها } أي أخلوها فالزموها { فاصبروا أو لا تصبروا سواء عليكم } قيل : مستوي صبركم وجزعكم لا محيص لكم { إنما تجزون ما كنتم تعملون } من المعاصي بالدنيا .