Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 6, Ayat: 132-139)
Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ ولكل درجات } جزاءاً من أجل ما عملوا يعني من الثواب والعقاب على قدر ما عملوا في الدنيا { وربك الغني } عن خلقه { ذو الرحمة } لهم { إن يشأ يذهبكم } يهلككم ، وقيل : يميتكم ويستخلف من بعدكم ويأتي بقوم أطوع منكم { كما أنشأكم } خلقاً { من ذرية قوم آخرين إن ما توعدون لآت } كائن لا محالة { وما أنتم بمعجزين } يعني بفائتين { قل } يا محمد { يا قوم اعملوا على مكانتكم إني عامل } يعني على مكانتي بما أمرني ربي وهذا وعيد وتهديد لا أمر اباحة واطلاق ، كقوله : اعملوا ما شئتم { إني عامل فسوف تعلمون من تكون له عاقبة الدار } يعني الجنة { إنه لا يفلح الظالمون } ، قوله تعالى : { وجعلوا لله مما ذرأ من الحرث والأنعام نصيباً } الآية نزلت في المشركين قال المفسرون : كانوا يجعلون سائر أنعامهم وأموالهم نصفين نصيباً لله ونصيباً للأوثان فما كان لله أطعم الضيفان والمساكين وما كان للأوثان أنفق عليها ، ولا يأكلون من ذلك كله شيئاً وإن سقط من نصيب الأوثان شيء إلى نصيب الله ردوه وقالوا : إنه فقير وإن سقط شيء من نصيب الله تعالى إلى نصيب الأوثان لم يردوه وقالوا : انه غني وهو معنى قوله : { فما كان لشركائهم فلا يصل إلى الله وما كان لله فهو يصل إلى شركائهم ساء ما يحكمون } وإذا كثر الذي لله قالوا : ليس لآلهتنا بدٌّ من النفقة فأخذوا الذي لله وأنفقوه على آلهتهم ، وإذا أجدب الذي لله وكثر الذي لآلهتم قالوا : لو شاء الله لأزكا الذي له فلا يردون عليه شيئاً مما للآلهة ، وإذا أصابتهم السنة استعانوا بما حرثوا لله تعالى ووفروا ما حرثوا لآلهتهم وذلك قوله تعالى : { وجعلوا لله مما ذرأ من الحرث والأنعام نصيباً فقالوا هذا لله بزعمهم وهذا لشركائنا } يعني الأوثان ، وقوله : بزعمهم قال في الثعلبي عن شريح القاضي : لكل شيء كنية وكنية الكذب زعموا والزعم أيضاً الطمع ، وقوله تعالى : { ساء ما يحكمون } أي يقصون ، قوله تعالى : { وكذلك زين لكثير من المشركين } والمعنى أن شركاءهم من الشياطين هم الذين زينوا لهم بالوسوسة ، وقيل : الذي زين لهم ذلك قوم كانوا يخدمون الأوثان ، وقيل : كان الرجل في الجاهلية يحلف لأن ولد له كذا غلام لينحرن أحدهم كما فعل عبد المطلب ، وكذلك دفنهم البنات { وليلبسوا عليهم دينهم } ، قيل : ليخلطوا وليوهموا عليهم { ولو شاء الله ما فعلوه } لو شاء أن يمنعهم قهراً ويلجئهم إلى تركه لفعل { وقالوا } يعني المشركين { هذه أنعام وحرث } يعني زرع { حجر } وأصل هذا المنع يقال حجرت على فلان كذا أي منعته { لا يطعمها إلا من نشاء بزعمهم } يعنون خدم الأوثان والرجال دون النساء { وأنعام حرمت ظهورها } يعنون البحائر والسوائب والحام { وأنعام لا يذكرون اسم الله عليها } يعنون في الذبح وإنما يذكرون عليها اسماء الأصنام ، وقيل : لا يحجون عليها ، والمعنى أنهم قسموا أنعامهم تعالوا هذه انعام حجر ، وهذه أنعام حرمت ظهورها ، وهذه أنعام لا يذكرون اسم الله عليها { وقالوا ما في بطون هذه الأنعام خالصة لذكورنا ومحرم على أزواجنا } ، قيل : الالبان ، وقيل : الأجنة ، ومعنى خالصة لذكورنا لا يشاركهم فيه أحد من النساء ومحرم على أزواجنا يريد النساء { وان يكن ميتةً } يعني وإن ماتت النوق البحائر التي حرموا ألبانها على النساء اشتركوا في لحومها رجالهم ونساءهم عن ابن عباس ، وقيل : ان يكن الأجنة ميتة { فهم فيه شركاء } الرجال والاناث { سيجزيهم وصفهم } الكذب على الله تعالى كقوله : { وتصف ألسنتهم الكذب } [ النحل : 62 ] { إنه حكيم عليم } .