Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 6, Ayat: 142-145)

Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { ومن الأنعام حمولة وفرشاً } أي وأنشأ من الأنعام ما تحمل الأثقال وما يفرش للذبح ، وما ينسج من وبره وصوفه وشعره للفرش ، وقيل : الحمولة الكبار الذي تصلح للحمل والفرش الصغار كالفصلان والغنم والعجاجيل { ولا تتبعوا خطوات الشيطان } في التحليل والتحريم من عند أنفسكم كما فعل أهل الجاهلية ثم بين الحمولة والفرش ، فقال تعالى : { ثمانية أزواج } أي وأنشأنا من الأنعام ثمانية أزواج يريد الذكر والأنثى كالجمل والناقة والثور والبقرة والكبش والنعجة والتيس والعنز ، وروي أنه أتى مالك بن عوف الجشمي إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بعد نزول هذه الآيات وكان رجلاً ذا رأي فقال : يا محمد انك تحرم أشياء كانت أباؤنا تحللها وتحل أشياء كانت تحرمها فلم ذلك ؟ فقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " من قبل الذكر أم من قبل الانثى أم من قبل ما اشتملت عليه أرحام الانثيين ؟ " فسكت مالك ثم تلا رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) { قل } يا محمد { آلذكرين حرم ام الانثيين } يعني ذكر الضأن والمعز حرمهما الله تعالى أو أُنثاهما فان كانت الذكور حرمهما في مواكل ذكر وان كانت الأنوثة فحرموا كل انثى { أمَّا اشتملت عليه أرحام الانثيين } وهو النعاج والماعز أم حرم ما خصَّهما الرحم من الانثيين ولا تشتمل الرحم إلاَّ على اما ذكر أو انثى فلم تحرمون بعضاً وتحلون بعضاً ؟ { نبئوني بعلم } أي أخبروني بأمر معلوم من جهة الله تعالى يدل على تحريم ما حرمتم { ان كنتم صادقين } في ان الله تعالى حرمه ، وكانوا يقولون ان الله حرم هذا الذي نحرمه فقال تعالى : { أم كنتم شهداء } على معنى عرفتم الوصية مشاهدين على أنكم لا تؤمنون بالله ورسوله { فمن أظلم ممن افترى على الله كذباً } ينسب إليه تحريم ما لم يحرم { ليضل النَّاس بغير علم } وهو عمرو بن لحي الذي بحر البحائر وسيب السوائب ثم بين سبحانه المحرمات فقال : { قل } يا محمد { لا أجد فيما أُوحي إلي محرما } أي شيئاً محرماً { على طاعم يطعمه } أكل يأكله ، قوله تعالى : { إلاَّ أن يكون ميتةً أو دماً مسفوحاً } أي مصبوباً كدم العروق فأما الكبد والطحال فدمٌ جامدٌ غير مسفوح ، وكذا الدم الذي يخالط اللحم فليسَ بمسفوح { أو لحم خنزير فانه رجسٌ } اي نجس خبيث حرام { أو فسقاً } معصية { أهل لغير الله به } يعني ما ذبح وذكر عنده اسم الأوثان { فمن اضطر } قيل : بلغ الضرورة في المجاعة { غير باغ } طالب التلذذ بأكله { ولا عاد } مجاوز قدر حاجته { فان ربك غفور رحيم } .