Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 6, Ayat: 159-165)

Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ ان الذين فرقوا دينهم } إختلفوا فيه كما اختلفت اليهود والنَّصارى ، وفي الحديث اختلفت اليهود احدى وسبعين فرقة كلها في النار إلاَّ واحدة ، وقيل : فرقوا دينهم فآمنوا ببعض وقرئ فارقوا دينهم وهي قراءة حمزة والكسائي أي تركوه { وكانوا شيعاً } أي فرقاً كل فرقة تشيع اماماً لها { لست منهم في شيء } قيل : عن السؤال عنهم ، وقيل : عن تفريقهم ، وقيل : عن عقابهم ، وقيل : هي منسوخة بآية السيف ، قوله تعالى : { من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها } وقد وعدنا سبحانه بالواحدة سبعمائة ومضاعفة الحسنات فضلٌ ومكافأة السيئات عدل { وهم لا يظلمون } لا ينقصون من ثوابهم ولا يزاد على عقابهم { قل } يا محمد { إنَّني هداني ربِّي إلى صراط مستقيم } قوله تعالى : { قل ان صلاتي ونسكي } ذبيحتي في الحج وإنما خص الذبيحة لأنهم كانوا يذبحون للأوثان ، وقيل : نسكي ديني ، وقيل : عبادتي { ومحياي } يعني حياتي { ومماتي } والمراد التسليم لأمر الله تعالى { لا شريك له } قوله : { وانا أول المسلمين } من هذه الأمة { ولا تكسب كل نفس إلا عليها } لا تؤاخذ بما اتت من المعصيَّة ، وركبت من الخطيئة سواها { ولا تزر وازرة وزر أخرى } يعني لا يجازى أحد بذنب غيره ، قوله تعالى : { وهو الذي جعلكم خلائف الأرض } لأن محمداً ( صلى الله عليه وآله وسلم ) خاتم النبيين ، فخلفت أُمته جميع الأُمم وجعلهم خلف بعضهم بعضاً ، وقيل : لأنهم خلفاء الله في أرضه يملكونها ويتصرفون ، وكل من جاء من بعد من مضى فهو خليفة { ورفع بعضكم فوق بعض درجات } يعني وخالف بين احوالكم فجعل لبعضكم فوق بعض في القوة والرزق والبسطة والعلم والفضل والمعاش { ليبلوكم } أي ليختبركم فيما رزقكم من نعمة الجاه والمال كيف تشكرون تلك النعمة ؟ وكيف يصنع الشريف بالوضيع والحر بالعبد والغني بالفقير { ان ربك سريع العقاب } لمن كفر نعمته ، وقيل : لأن ما هو آت قريب غفور رحيم لمن قام بشكرها .