Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 6, Ayat: 56-60)
Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ قل } يا محمد { إني نهيت } صرفت وزجرت بما ركب في من أدلة العقل وبما أوتيت من أدلة السمع عن عبادة ما يعبدون ، قوله تعالى : { قل إني على بينة من ربي } أي على حجة ومعجزة { وكذبتم به } ، قيل : بالقرآن ، وقيل : بالبينات ، وقيل : بربكم { ما عندي ما تستعجلون به } الآية نزلت في النضر بن الحرث حين قال : { فأمطر علينا حجارة من السماء } [ الأنفال : 32 ] وقيل : في الذين اقترحوا الآيات { إن الحكم إلا لله } الحكم الذي يفصل بين المحقين والمبطلين { يقصُّ الحق } بالصاد معناه بقوله ويخبر وبالضاد المعجمة من القضاء ، أي يفصل بالحق من الباطل { وهو خير الفاصلين } قوله تعالى : { لقضى الأمر بيني وبينكم } أي لفرغ من العذاب وهلكتم { والله أعلم بالظالمين } { وعنده مفاتح الغيب } قيل : خزائنه ، وقيل : عنده ما يفتح للعباد من علم الغيب ، وقيل : علم الغيب في قوله تعالى : { إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام } [ لقمان : 34 ] ، إلى آخر السورة ، وقيل : علم نزول العذاب ، وقال عطاء : ما غاب عنكم من الثواب والعقاب ، وقيل : هي الآجال وقت انقضائها ، وعن ابن مسعود : أوتي نبيكم علم كل شيء إلا علم الغيب { ويعلم ما في البر والبحر } قال مجاهد : البر القفار ، والبحر كل قرية فيها ماء { وما تسقط من ورقة إلاَّ يعلمها } ، قيل : ما تسقط من ورق الأشجار ، وما يبقى ، وقيل : يعلم ما يؤكل وما يسقط { ولا حبة في ظلمات الأرض } ، قيل : حبة في أسفل الأرضين ، وقيل : ما زرع { ولا رطب ولا يابس } قيل : هو مثل أراد به تعالى أنه عالم بجميع المعلومات ، وقيل : الرطب الماء ، واليابس الأرض ، وقيل : ما نبت وما لم ينبت ، وقيل : الرطب لسان المؤمن رطب بذكر الله تعالى ، واليابس لسان الكافر ، وقيل : الأشجار والنبات رطبها ويابسها ، وروي في تفسير الثعلبي عن محمد بن اسحاق عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال : " ما من زرع على أرض ولا أثمار على أشجار إلاَّ مكتوب عليها بسم الله الرحمن الرحيم رزق فلان بن فلان " وذلك قوله في محكم كتابه : { وما تسقط من ورقة إلاَّ يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلاَّ في كتاب مبين } في اللوح المحفوظ ، وقيل : ما تكتبه الملائكة من الأعمال ، قوله تعالى : { وهو الذي يتوفاكم بالليل ويعلم ما جرحتم بالنهار } يعني ما كسبتم من الإِثم { ثم يبعثكم فيه } أي يبعثكم من القبور في شأن ذلك الذي قطعتم به أعماركم من النوم بالليل وكسب الاثم بالنهار ، وقيل : يبعثكم فيه يعني في النهار من النوم { لِيُقضَى أجل مسمَّى } أي يبلغ المدة من الحياة والأجل { ثم إليه مرجعكم } وهو المرجع إلى الموقف والحساب { ثم ينبئكم } يخبركم ويجازيكم { بما كنتم تعملون } .