Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 6, Ayat: 70-73)
Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { وذر الذين اتخذوا دينهم } الآية نزلت في الكفار الذين إذا سمعوا آيات الله استهزؤوا بها { وذكر به } أي عِظْ بالقرآن ، وقيل : بيوم الدين { أن تبسل نفس بما كسبت } أصله الارتهان يعني ترتهن كل نفس بما عملت ، وقيل : تسلم للهلكة ، وقيل : تسلم للعذاب ، وقيل : معناه أن لا تبسل كقوله تعالى : { يبين الله لكم أن تضلوا } [ النساء : 176 ] يعني ذكرهم ليؤمنوا كيلا تبسل نفس ليس لها { من دون الله ولي } ناصر ينجيها من العذاب { وان تعدل كل عدل } أي تفتدي بكل فداء من جهة المال ، وقيل : هو من جهة الاسلام والتوبة { لا يؤخذ منها } لا يقبل منها الفداء ، وقيل : التوبة { أولئك الذين أبسلوا بما كسبوا } أهلكوا ، وقيل : ارتهنوا { لهم شراب من حميم } ماء حار { و } لهم { عذاب أليم } موجع { بما كانوا يكفرون } { قل } يا محمد { أندعو من دون الله ما لا ينفعنا ولا يضرنا } الآية نزلت في عبد الرحمن بن أبي بكر دعا أبويه إلى الكفر ، وقيل : في قوم دعوا المسلمين إلى عبادة الأصنام ، والمعنى قل يا محمد أو أيها السامع لهؤلاء الذين يدعون إلى عبادة الأوثان والمراد الانكار لعبادة من لا ينفع ولا يضر ، ولا يملك لنا ثواباً ولا عقاباً ، وندع عبادة الملك القادر عن النفع والضر { بعد إذ هدانا الله } بالاسلام ، قوله تعالى : { كالذي استهوته الشياطين في الأرض } أي كالذي ذهب به مردة الجن والغيلان في المهمة { حيران } لا يدري كيف يصنع { له أصحاب } رفقة { يدعونه إلى الهدى } أي يهدونه إلى الطريق المستوي يعني لهذا الحيران في الأرض الذي أضلته الشياطين أصحاب يدعونه إلى الهدى ، يعني إلى الطريق ، ويقولون له : { ائتنا } ، فلا يقبل منهم ولا يصير إليهم ، وقيل له : أصحاب يعني أبويه ، وقيل : أصحاب محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) { وهو الذي خلق السموات والأرض بالحق ويوم يقول كن فيكون } ، قيل : يوم القيامة ، وقيل : أراد يوم خلق السموات والأرض ، وقيل : هو مثل ، وقيل : إنه يقول عند إحداث الأمر كن علامة للملائكة { قوله الحق } أي ما أخبر به من الوعد والوعيد { وله الملك } يعني ملك الدنيا والآخرة { يوم ينفخ في الصور } يعني يوم القيامة وينفخ الملك في الصور ، وقيل : ينفخ الروح في الصور فيصيرون أحياء .