Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 62, Ayat: 1-4)

Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ يسبح لله ما في السماوات وما في الأرض } أي ينزهه كل شيء ويشهد بالوحدانية والربوبيَّة بما ركب فيه من التدابير العجيبة والصنيع البديع الدال على أنه عالمٌ حيٌ سميعٌ بصيرٌ لا يشبهه شيء وإنه حكيم ، وأما قوله مرة سبَّح ومرة يسبّح إشارة إلى دوام تنزيهه بالماضي والمستقبل { الملك } القادر على جميع الأشياء { القدوس } الطاهر المنزه عن المثل والشبه والأفعال القبيحة { العزيز } القادر الذي لا يمتنع عليه شيء { الحكيم } العالم { هو الذي بعث في الأميين رسولاً } الأمي منسوب إلى أم القرى لأنهم كانوا لا يكتبون ولا يقرون من بين الأمم ، وقيل : { منهم } كقوله : من أنفسكم { يتلو عليهم آياته } يقرؤها عليهم مع كونه أميَّاً لم يعهد منه قراءة { ويزكيهم } ويطهرهم من الشرك { ويعلمهم الكتاب والحكمة } القرآن والسنة { وإن كانوا من قبل } أي قبل مبعثه { لفي ضلال مبين } عن الحق وذهاب عن الدين لا يرى ضلالاً أعظم منه { وآخرين منهم } ، قيل : ويعلم آخرين من المؤمنين ، قيل : كل من بعد الصحابة ، وقيل : هم العجم التابعين ، وقيل : جميع من يدخل في الاسلام إلى يوم القيامة ، وقيل : لما نزلت قيل : " من هم يا رسول الله ؟ فوضع يده على سلمان وقال : " لو كان الإِيمان عند الثريا لناله رجال من هؤلاء " وقوله : { لمّا يلحقوا بهم } أي لم يلحقوا بالعرب { وهو العزيز الحكيم } في تمكينه رجلاً أميناً من ذلك الأمر العظيم من بين كافة البشر { ذلك فضل الله } الذي أعطاه محمداً { يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم } .